كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار ابن مفرغ ونسبه

صفحة 444 - الجزء 18

  أفي أحسابنا تزري علينا ... هبلت وأنت زائدة الكراع⁣(⁣١)

  تبغّيت الذّنوب عليّ جهلا ... جنونا ما جننت ابن اللَّكاع⁣(⁣٢)

  فما أسفي على تركي سعيدا ... وإسحاق بن طلحة واتّباعي

  ثنايا الوبر عبد بني علاج ... عبيدة⁣(⁣٣) فقع قرقرة بقاع

  إذا ما راية رفعت لمجد ... وودّع أهلها خير الوداع

  فأير في است أمّك من أمير ... كذاك يقال للحمق اليراع⁣(⁣٤)

  ولا بلَّت سماؤك من أمير ... فبئس معرّس الرّكب الجياع⁣(⁣٥)

  ألم تر إذ تحالف حلف حرب ... عليك غدوت⁣(⁣٦) من سقط المتاع

  وكدت تموت أن صاح ابن آوى ... ومثلك مات من صوت السّباع

  ويوم فتحت سيفك من بعيد ... أضعت وكلّ أمرك للضّياع

  / إذا أودى معاوية بن حرب ... فبشّر شعب قعبك⁣(⁣٧) بانصداع

  فأشهد أنّ أمّك لم تباشر ... أبا سفيان واضعة القناع

  ولكن كان أمرا فيه لبس ... على عجل شديد وارتياع

  قال: وكان عبّاد في بعض حروبه ذات ليلة نائما في عسكره، فصاحت بنات آوى، فثارت الكلاب إليها، ونفر بعض الدّوابّ ففزع عبّاد وظنها كبسة من العدوّ، فركب فرسه ودهش، فقال: افتحوا سيفي، فعيّره بذلك ابن مفرّغ.

  ومما قاله ابن مفرّغ في هجاء بني زياد وغنّي فيه:

  صوت

  كم بالدّروب وأرض الهند من⁣(⁣٨) قدم ... ومن جماجم قتلى ما هم قبروا

  ومن سرابيل أبطال مضرّجة ... ساروا إلى الموت ما خاموا⁣(⁣٩) ولا ذعروا

  بقندهار⁣(⁣١٠) ومن تحتم منيّته ... بقندهار يرجّم دونه الخبر

  غنّى في هذه الأبيات ابن جامع:

  أجدّ أهلك، لا يأتيهم خبر ... منّا ولا منهم عين ولا أثر

  / ولم تكلَّم قريش في حليفهم ... إذ غاب أنصاره بالشّام واحتضروا


(١) ف: «وأنت هبلت زائدة الكراع». والكراع من كل شيء: طرفه.

(٢) امرأة لكاع: لئيمة، ولم يرد هذا البيت في ف.

(٣) ف: «عبيدا». والوبر: حيوان في حجم الأرنب.

(٤) اليراع: الجبان. وجاء هذا البيت في ف مكان الذي قبله.

(٥) «ولا بلت سماؤك»: يدعو عليه بالجدب. والمعرّس: مكان التعريس أي النزول.

(٦) ف: «عددت».

(٧) القعب: القدح الضخم. وفي «المختار»: «شعب قلبك».

(٨) ب، ما، مد:

... وأرض الروم من قرم»

وفي «معجم ياقوت»:

«كم بالجروم ...»

(٩) خاموا: جبنوا. وفي ف: «ما خافوا».

(١٠) في «معجم ياقوت»: قندهار: مدينة من بلاد السند أو الهند، سار إليها عباد بن زياد وفتحها.