أخبار ابن مفرغ ونسبه
  لو أنّني شهدتني حمير غضبت ... إذا فكان لها فيما جرى غير
  رهط الأغرّ شراحيل بن ذي كلع ... ورهط ذي فائش ما فوقهم بشر(١)
  قولا لطلحة ما أغنت صحيفتكم ... وهل لجارك إذ أوردته صدر!
  / فمن لنا بشقيق أو بأسرته ... ومن لنا ببني ذهل إذا خطروا!
  هم الذين سموا والخيل عابسة ... والناس عند زياد كلهم حذر
  لولاهم كان سلَّام بمنزلتي ... أولى لهم ثمّ أولى بعد ما ظفروا
  أخبرني محمد بن خلف، عن أبي بكر العامريّ، عن إسحاق بن محمد، عن القحذميّ(٢) قال: هجا سلام الرّافعيّ مقاتل(٣) بن مسمع فقال فيه:
  أبى لك يا ذا المجد أنّ مقاتلا ... زنى واستحلّ الفارسيّ المشعشعا(٤)
  في أبيات هجاه بها فحبسه مقاتل بالعربة(٥) فركب شقيق بن ثور في جماعة من بني ذهل إلى الحبس فأخرجه؛ فضرب به ابن مفرّغ المثل في الشّعر الماضي.
  أخبرني محمد بن خلف بن المرزبان، قال: حدّثني أبو عبد اللَّه اليمانيّ، قال: حدّثنا الأصمعيّ، عن عبد الرحمن بن أبي الزّناد قال:
  قال لي عبيد اللَّه بن زياد: ما هجيت بشيء أشدّ عليّ من قول ابن مفرّغ:
  فكَّر؛ ففي ذاك إن فكَّرت معتبر ... هل نلت مكرمة إلا بتأمير!
  عاشت سميّة ما تدري وقد عمرت ... أنّ ابنها من قريش في الجماهير
  وروى(٦) اليزيديّ في روايته عن الأحول: قال أبو عبيدة:
  كان زياد يزعم أنّ أمّه سميّة بنت الأعور من بني عبد شمس بن زيد مناة بن تميم، فقال ابن مفرّغ يردّ ذلك عليه:
  فأقسم ما زياد من قريش ... ولا كانت سميّة من تميم
  ولكن نسل عبد من بغيّ ... عريق الأصل في النّسب اللَّئيم
  يتابع هجاء ابن زياد ويرميه بالأبنة
  أخبرني هاشم بن محمد قال: حدّثنا أبو غسّان دماذ قال: أنشدني أبو عبيدة لابن مفرّغ يهجو ابن زياد ويرميه بالأبنة:
  أبلغ قريشا قضّها وقضيضها ... أهل السّماحة والحلوم الرّاجحه
(١) ب: «ذي قابس». وفي ما: «ما مثلهم بشر».
(٢) ما، مد، ب: الفخذمي «تصحيف». والقحذمي هو الوليد بن هشام القحذمي.
(٣) ف: «مهلهل بن مسمع».
(٤) ب، مد: «أما لك ...». واستحل الفارسيّ المشعشعا يريد الخمر.
(٥) العربة: موضع. وفي مد: «بالغربة»، تصحيف. وفي ب: «بالغرفة»، تحريف.
(٦) ف: «وقال اليزيدي».