نسب العماني وخبره
  عن حمّاد، قال: قال العتبيّ(١):
  لما وجّه الفضل بن يحيى الوفد من خراسان إلى الرّشيد يحضّونه على البيعة لابنه محمّد قعد لهم(٢) الرّشيد، وتكلم القوم على مراتبهم، وأظهروا السرور بما دعاهم إليه من البيعة لابنه، وكان فيمن حضر محمد بن ذؤيب العمانيّ، فقام بين صفوف القوّاد، ثم أنشأ يقول:
  لمّا أتانا خبر مشهّر ... أغرّ لا يخفى على من يبصر
  جاء به الكوفيّ والمبصّر ... والراكب المنجد والمغوّر
  / يخبّر النّاس وما يستخبر ... قلت لأصحابي ووجهي ومسفر
  وللرجال: حسبكم لا تكثروا ... فاز بها محمد فأقصروا
  قد كان هذا قبل هذا يذكر ... في كتب العلم التي تسطَّر(٣)
  فقل لمن كان قديما يتجر: ... قد نشر العدل(٤) فبيعوا واشتروا
  وشرّقوا وغرّبوا وبشّروا(٥) ... فقد كفى اللَّه الذي يستقدر
  بمنّه أفعال ما قد يحذر ... والسيف عنّا مغمد ما يشهر
  وقلَّد الأمر الأغرّ الأزهر ... نوء السّماكين الذي يستمطر
  بوجهه إن كان عام أغبر ... سرّت به أسرّة ومنبر
  وابتهج(٦) النّاس به واستبشروا ... وهلَّلوا لربّهم وكبّروا
  / شكرا ومن حقّهم أن يشكروا ... إذ ثبتت أوتاد ملك يعمر
  من هاشم في حيث طاب العنصر ... وطاح من كان عليها يزفر
  إنّ بني العبّاس لم يقصّروا ... إذ نهضوا لملكهم فشمّروا
  وعقدوا ونزعوا وأمّروا ... ودبّروا فأحكموا ما دبّروا
  وأوردوا بالحزم ثم أصدروا ... والحزم رأي مثله لا ينكر
  إذا الرّجال في الرّجال خيّروا ... يا أيها الخليفة المطهّر
  والمؤمن المبارك الموقّر(٧) ... والطَّيّب الأغصان والمظفّر
  ما النّاس إلا غنم تنشّر ... إن لم تداركهم براع يخطر
  على قواصي طرقها ويستر(٨) ... ويمنع الذّئب فلا ينفّر
  فامنن علينا بيد لا تكفر ... مشهورة ما دام زيت يعصر
(١) ف: «الفقيمي».
(٢) ب: «فعذلهم»، تصحيف.
(٣) ب: «الذي يسطر».
(٤) ف: «قد يسر العدل».
(٥) ف: «وغربوا وسيروا».
(٦) ف: «وانتجع الناس».
(٧) ف: «المؤمر».
(٨) مد:
«على قواصي طوقها ويستر»
وفي ب:
«على قلوص طرقها ويستر»