كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار عروة بن أذينة ونسبه

صفحة 474 - الجزء 18

  إن كان أهلك يمنعونك رغبة ... عنّي فأهلي بي أضنّ وأرغب

  اذهب لا صحبك اللَّه ولا وسّع عليك - يعني قائل هذا البيت - لقد عدا الأعرابيّ طوره، وإني لأرجو أن يغفر اللَّه لصاحبك - يعني عروة - لحسن ظنّه بها، وطلبه العذر لها. قال: فعرضت عليه الطَّعام فقال: لا، واللَّه ما كنت لآكل بهذه الأبيات طعاما إلى اللَّيل، وانصرف.

  ذكر ما في هذا الخبر من الغناء

  في الشّعر المذكور فيه لعروة في البيت الأول والرّابع من الأبيات خفيف رمل بالوسطى، نسبه ابن المكَّيّ إلى ابن مسجح، وقيل: إنّه من منحوله إليه، وفيهما وفي البيت الثالث من شعر ابن أذينة خفيف ثقيل لابن الهربذ، والبيت:

  ويبيت بين جوانحي حبّ لها ... لو كان تحت فراشها لأقلَّها

  رأي لأبي السائب في شعر قاله

  أخبرني الحرميّ بن أبي العلاء قال: حدّثنا الزّبير بن بكَّار، قال: حدّثنا عمر بن أبي بكر المؤمّليّ، قال:

  أخبرنا عبد اللَّه بن أبي عبيدة⁣(⁣١)، قال: قلت: لأبي السّائب المخزومي: ما أحسن عروة بن أذينة حيث يقول:

  صوت

  لبثوا ثلاث منّى بمنزل غبطة ... وهم على غرض لعمرك ما هم

  متجاورين بغير دار إقامة ... لو قد أجدّ رحيلهم لم يندموا

  ولهنّ بالبيت العتيق لبانة ... والبيت يعرفهنّ لو يتكلَّم⁣(⁣٢)

  لو كان حيّا قبلهنّ ظعائنا ... حيّا الحطيم وجوههنّ وزمزم

  وكأنّهنّ وقد حسرن لواغبا ... بيض بأكناف الحطيم مركَّم

  في هذه الأبيات الثّلاثة لابن سريج ثاني ثقيل بالبنصر عن عمرو.

  قال: فقال: لا، واللَّه ما أحسن ولا أجمل، ولكنّه أهجر وأخطل في صفتهنّ بهذه الصفة، ثم لا يندم على رحيلهن، أهكذا قال كثيّر حيث يقول:

  صوت

  تفرّق أهواء الحجيج على منّى ... وصدّعهم شعب النّوى صبح أربع⁣(⁣٣)

  فريقان: منهم سالك بطن نخلة ... وآخر منهم سالك بطن تضرع⁣(⁣٤)

  - في هذين البيتين للدلال ثاني ثقيل بالوسطى عن الهشاميّ وحبش -.


(١) ف: «أخبرنا عبد اللَّه بن عبيدة».

(٢) ف: «لا يتكلم».

(٣) في ف: «منذ أربع». وفي «معجم البلدان» ١ - ٨٥٣:

«إلى منى ..... مشى أربع «

(٤) في «معجم البلدان» ١ - ٨٥٣: تضرع: جبل لكنانة قرب مكة.