كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

ذكر مخارق وأخباره

صفحة 498 - الجزء 18

  نسبة هذا الصوت

  صوت

  هجرتك إشفاقا عليك من الأذى ... وخوف الأعادي واتّقاء النمائم

  وإنّي وذاك الهجر لو تعلمينه ... كسالية عن طفلها وهي رائم⁣(⁣١)

  الشّعر لهلال بن عمرو الأسديّ، والغناء لعلَّوية ثقيل أوّل بالوسطى، عن عمرو.

  رأي أبي يعقوب الخريمي في علوية ومخارق

  وقال الجاحظ: قال أبو يعقوب الخريميّ⁣(⁣٢):

  ما رأيت كثلاثة رجال كانوا يأكلون النّاس أكلا، حتى إذا رأوا ثلاثة رجال ذابوا كما يذوب الرّصاص على النّار: كان هشام بن الكلبيّ علَّامة نسّابة وراوية للمثالب عيّابة، فإذا رأى الهيثم بن عديّ ذاب كما يذوب الرّصاص، وكان عليّ بن الهيثم جونقا مفقعا⁣(⁣٣) نيّا صاحب تقعّر يستولي على كل كلام، لا يحفل بخطيب ولا شاعر، فإذا رأى موسى الضّبيّ / ذاب كما يذوب الرّصاص، وكان علَّوية واحد الناس في الغناء رواية وحكاية ودراية وصنعة وجودة ضرب وأضراب وحسن خلق، فإذا رأى مخارقا ذاب كما يذوب الرّصاص على النار.

  حج في السنة التي حجت فيها أم جعفر بسبب جاريتها بهار

  أخبرني عليّ بن عبد العزيز الكاتب، عن ابن خرداذبه قال:

  هوي مخارق جارية لأمّ جعفر، فحجّ في السنة التي حجت فيها أمّ جعفر بسبب الجارية، فقال أحمد بن هشام فيه:

  يحجّ النّاس من برّ وتقوى ... وحجّ أبي المهنّا للتّصابي

  وهب المعتصم دار مخارق ليونازة خليفة الأفشين فقال عيسى ابن زينب شعرا في ذلك

  قال: وكان المعتصم قد وهب دار مخارق لمّا قدم بغداد ليونازة خليفة الأفشين، فقال عيسى ابن زينب في ذلك:

  يا دار غيّر رسمها يونازه ... وبقي مخارق قاعدا في فازه⁣(⁣٤)

  لا تجزعنّ أبا الممهنّا إنّها ... دنيا تنال بذلَّة وعزازه

  أم جعفر تهب له جاريتها بهار

  أخبرني إسماعيل بن يونس الشّيعيّ، قال: حدّثنا عمر بن شبّة، وحدّثني محمد بن يحيى الصّوليّ، قال:


(١) رائم من رأمت الناقة ولدها: عطفت عليه، فهي رائم. وفي الشعر إقواء لاختلاف حركة الروي بالرفع في هذا البيت، والجر في البيت الذي قبله.

(٢) ف: «قال أبو عمرو الخريمي».

(٣) المفقع: الفقير المجهود، وجونقا: لقب له.

(٤) الفازة: مظلة من نسيج أو غيره تمد على عمود أو عمودين.