كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار زهير بن جناب ونسبه

صفحة 19 - الجزء 19

  ولقد رحلت البازل ال ... كوماء ليس لها وليّه⁣(⁣١)

  وخطبت خطبة ماجد⁣(⁣٢) ... غير الضّعيف ولا العييّه

  ولقد غدوت بمشرف ال ... قطرين لم يغمز شظيّه⁣(⁣٣)

  فأصبت من بقر الجنا ... ب ضحى ومن حمر القفيّه⁣(⁣٤)

  / قال ابن الكلبيّ: وقال زهير في كبره أيضا:

  ألا يا لقومي لا أرى النّجم طالعا ... ولا الشّمس إلا حاجبي بيميني

  معزّبتي عند القفا بعمودها ... فأقصى نكيري أن أقول ذريني⁣(⁣٥)

  أمين على أسرارهنّ وقد أرى⁣(⁣٦) ... أكون على الأسرار غير أمين

  فللموت خير من حداج موطَّأ ... على الظَّعن لا يأتي المحلّ لحين

  قال: وقال زهير أيضا في كبره:

  إن تنسني الأيام إلا جلالة ... أمت حين لا تأسى عليّ العوائد

  فيأذى بي الأدنى ويشمت بي العدا ... ويأمن كيدي الكاشحون الأباعد

  قال: وقال زهير أيضا:

  لقد عمّرت حتى لا أبالي ... أحتفي في صباحي أم مسائي

  وحقّ لمن أتت مائتان عاما ... عليه أن يملّ من الثّواء

  شهدت الموقدين على خزازى ... وبالسّلَّان جمعا ذا زهاء⁣(⁣٧)

  ونادمت الملوك من آل عمرو ... وبعدهم بني ماء السماء

  خالفه ابن أخيه عبد اللَّه بن عليم فشرب الخمر

  قال ابن الكلبيّ: وكان زهير إذا قال: ألا إن الحيّ ظاعن، ظعنت قضاعة؛ وإذا قال: ألا إن الحيّ مقيم، نزلوا وأقاموا. فلمّا أن أسنّ نصب ابن أخيه عبد اللَّه بن عليم للرّياسة في كلب، وطمع أن يكون كعمّه وتجتمع قضاعة كلَّها عليه، فقال / زهير يوما: ألا إنّ الحيّ ظاعن، فقال عبد اللَّه: ألا إنّ الحيّ مقيم، فقال زهير: ألا إنّ الحيّ مقيم، فقال عبد اللَّه: ألا إنّ الحيّ ظاعن، فقال زهير: من هذا المخالف عليّ منذ اليوم؟ فقالوا: ابن أخيك عبد اللَّه بن عليم، فقال: أعدى الناس للمرء ابن أخيه إلَّا أنّه لا يدع قاتل عمّه أو يقتله. ثم أنشأ يقول:


(١) البازل: الناقة انشق نابها بدخولها في السنة التاسعة، والكوماء: الضخمة السنام. والولية: كل ما ولى ظهر البعير من كساء أو غيره.

(٢) في أمالي المرتضى:

«وخطبت خطبة حازم»

(٣) مشرف القطرين: مرتفع الجانبين. وغمزت الدابة: مالت من رجلها أي ظلعت، والشظية: عظم الساق.

(٤) القفية: الناحية.

(٥) المعزّبة: امرأة الرجل، والقفا: موضع.

(٦) في أمالي المرتضى:

«أمينا على سر النساء وربما»

(٧) في معجم البلدان: خزازى: جبل. وفي ف: حوازى (تحريف). والسلان: الأودية. وكانت عندهما وقائع. وقوم ذو زهاء: ذو عدد كثير. وفي المعمرين - ٢٧:

«شهدت المحضأين على خزاز»