كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار زهير بن جناب ونسبه

صفحة 21 - الجزء 19

  فردّت سلاما ثم ولت بحاجة ... ونحن لعمري يا بنة الخير أشوق⁣(⁣١)

  / فيا طيب ما ريّا⁣(⁣٢) ويا حسن منظر ... لهوت به لو أنّ رؤياك تصدق

  ويوم أثالى قد عرفت رسومها ... فعجنا إليها والدّموع ترقرق

  وكادت تبين القول لمّا سألتها ... وتخبرني لو كانت الدار تنطق

  فيا دار سلمى هجت للعين عبرة ... فماء الهوى يرفضّ أو يترقرق⁣(⁣٣)

  وقال زهير في هذه القصيدة يذكر خلاف الجلاح عليه:

  أيا قومنا إن تقبلوا الحقّ فانتهوا ... وإلا فأنياب من الحرب تحرق⁣(⁣٤)

  فجاؤوا إلى رجراجة مكفهرّة ... يكاد المدير نحوها الطَّرف يصعق⁣(⁣٥)

  سيوف وأرماح بأيدي أعزّة ... وموضونة ممّا أفاد محرّق⁣(⁣٦)

  فما برحوا حتى تركنا رئيسهم ... وقد مار فيه المضرحيّ المذلَّق⁣(⁣٧)

  وكائن ترى من ماجد وابن ماجد ... له طعنة نجلاء للوجه يشهق

  وقال زهير في ذلك أيضا:

  سائل أميمة عنّي هل وفيت لها ... أم هل منعت من المخزاة جيرانا

  لا يمنع الضّيف إلا ماجد بطل ... إنّ الكريم كريم أينما كانا⁣(⁣٨)

  لمّا أبى جيرتي إلا مصمّمة ... تكسو الوجوه من المخزاة ألوانا

  / ملنا عليهم بورد لا كفاء له ... يفلقن بالبيض تحت النّقع أبدانا

  إذا ارجحنّوا علونا هامهم قدما ... كأنّما نختلي بالهام خطبانا⁣(⁣٩)

  كم من كريم هوى للوجه منعفرا ... قد اكتسى ثوبه في النّقع ألوانا

  ومن عميد تناهى بعد عثرته ... تبدو ندامته للقوم خزيانا

  كل أولاده شعراء وهذه نماذج من شعرهم

  وأمّا الشعراء من ولد زهير:

  فمنهم مصاد بن أسعد بن جنادة بن صهبان بن امرئ القيس بن زهير بن جناب، وهو القائل:


(١) في ر:

... ثم ولت لحاجة ...»

(٢) في ف:

«فيا طيب مثوانا»

(٣) في ف: «يتدفق». وجاء في ف: «قال مؤلف هذا الكتاب: أخذ ذو الرمة هذا البيت كله فقال:

أدارا بحزوى هجت للعين عبرة ... فماء الهوى يرفض أو يترقرق

(٤) تحرق: تحتك شدة وغيظا فيسمع لها صوت.

(٥) كتيبة رجراجة: تموج من كثرتها. وفي ف: «يكاد المرنّى» بدل «يكاد المدير».

(٦) الموضونة: الدرع المنسوجة أو المقاربة النسج.

(٧) المضرحى: النسر، والمذلَّق: المحدد الطرف. وفي ر:

«وقد حار فيه المضرحيّ»

(٨) ف: «حيثما كانا».

(٩) ارجحنوا: مالوا ووقعوا. نختلي: نقطع. الخطبان: نبت، أو الخضر من ورق السمر.