نسب مسلم بن الوليد وأخباره
  دموعها من حذار البين تنسكب ... وقلبها مغرم من حرّها يجب
  جدّ الرّحيل به عنها ففارقها ... لبينه اللَّهو واللَّذّات والطَّرب
  يهوى المسير إلى مرو ويحزنه ... فراقها فهو ذو نفسين يرتقب
  فقال له الفضل: إني لأجلَّك عن الشعر، قال: فأغنني بما أحببت من عملك؛ فولَّاه البريد بجرجان.
  قال بيتا من الشعر أخذ معناه من التوراة
  أخبرني الحسن بن عليّ، قال: حدّثنا محمد بن القاسم بن مهرويه، قال: حدّثني الحسين بن أبي السّريّ.
  وأخبرني بهذه الأخبار محمد بن خلف بن المرزبان، قال: حدّثني إبراهيم بن محمد الورّاق، عن الحسين بن أبي السّريّ قال: قيل لمسلم بن الوليد: أيّ شعرك أحبّ إليك؟ قال: إن في شعري لبيتا أخذت معناه من التّوراة، وهو قولي:
  دلَّت على عيبها الدّنيا وصدّقها ... ما استرجع الدّهر ممّا كان أعطاني
  قذف في البحر بدفتر فيه شعره فقلّ شعره
  قال الحسين: وحدّثني جماعة من أهل جرجان أنّ راوية مسلم جاء إليه بعد أن تاب ليعرض عليه شعره، فتغافله مسلم، ثم أخذ منه الدّفتر الَّذي في يده، فقذف به في البحر، فلهذا قلّ شعره، فليس في أيدي النّاس منه إلا ما كان بالعراق، وما كان في أيدي الممدوحين من مدائحهم.
  كان يكره لقب صريع الغواني
  قال الحسين: وحدّثني الحسين بن دعبل، قال: قال أبي لمسلم: ما معنى ذلك:
  لا تدع بي الشّوق إنّي غير معمود
  قال: لا تدعني صريع الغواني فلست كذلك؛ وكان يلقّب هذا اللَّقب وكان له كارها.
  عتب عليه عيسى بن داود ثم رضي عنه
  أخبرني محمد بن خلف بن المرزبان، قال: حدّثنا حمّاد بن إسحاق، عن أبيه، قال: عتب عيسى بن داود(١) على مسلم بن الوليد فهجره، وكان إليه محسنا، فكتب إليه مسلم:
  شكرتك للنّعمى فلمّا رميتني ... بصدّك تأديبا شكرتك في الهجر
  فعندي للتّأديب شكر وللنّدى ... وإن شئت كان العفو أدعى(٢) إلى الشّكر
  إذا ما اتّقاك(٣) المستليم بعذره ... فعفوك خير من ملام على عذر
  قال: فرضي عنه وعاد له إلى حاله.
(١) كذا في مي، مج. وفي ف: «عيسى برد أبيرود». وفي ما: «عيسى بن يزد أبيرود»
(٢) في ما والديوان - ٣١٩: «أدنى»، والمثبت من ف، مي، مج.
(٣) في ما: والديوان - ٣١٩: «إذا ما التقاك».