كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

نسب مسلم بن الوليد وأخباره

صفحة 34 - الجزء 19

  كان بخيلا

  أخبرني الحسن بن عليّ، قال: حدّثني ابن مهرويه، قال: حدّثني محمد بن الأشعث، قال: حدّثني دعبل بن عليّ، قال:

  كان مسلم بن الوليد من أبخل الناس، فرأيته يوما وقد استقبل الرّضا عن غلام له بعد موجدة، فقال له: قد رضيت عنك وأمرت لك بدرهم.

  يذمه دعبل عند الفضل بن سهل فيهجوه

  أخبرني الحسن بن عليّ، قال: حدّثني ابن مهرويه، قال: حدّثني محمد بن عمرو بن سعيد قال:

  خرج دعبل إلى خراسان لمّا بلغه حظوة مسلم بن الوليد عند الفضل بن سهل. فصار إلى مرو، وكتب إلى الفضل بن سهل:

  لا تعبأن بابن الوليد فإنه ... يرميك بعد ثلاثة بملال

  إنّ الملول وإن تقادم عهده ... كانت مودّته كفيء ظلال

  قال: فدفع الفضل إلى مسلم الرّقعة وقال له: انظر يا أبا الوليد إلى رقعة دعبل فيك، فلمّا قرأها قال له: هل عرفت لقب دعبل وهو غلام أمرد وهو يفسق به؟ قال: لا، قال: كان يلقّب بميّاس، ثم كتب إليه:

  ميّاس قل لي: أين أنت من الورى ... لا أنت معلوم⁣(⁣١) ولا مجهول!

  أمّا الهجاء فدقّ عرضك دونه ... والمدح عنك كما علمت جليل

  فاذهب فأنت طليق عرضك إنّه ... عرض عززت به وأنت ذليل

  ما جرى بينه وبين دعبل بسبب جارية

  أخبرني محمد بن الحسين الكنديّ الكوفيّ مؤدّبي، قال: حدّثني أزهر بن محمد، قال:

  حدّثني الحسين بن دعبل، قال: سمعت أبي يقول: بينا أنا جالس بباب الكرخ إذ مرّت بي جارية لم أر أحسن منها وجها ولا قدّا تتثنّى في مشيها وتنظر في أعطافها، فقلت متعرّضا لها:

  دموع عيني بها انبساط ... ونوم عيني به انقباض

  / فأجابتني بسرعة فقالت:

  وذا قليل لمن دهته ... بلحظها الأعين المراض

  فأدهشتني وعجبت منها فقلت:

  فهل لمولاي عطف قلب ... وللَّذي في الحشا انقراض

  فأجابتني غير متوقّفة فقالت:

  إن كنت تهوى الوداد منا ... فالودّ في ديننا قراض


(١) في ف، مي، مج: معقول.