نسب مسلم بن الوليد وأخباره
  أحامي المجد والإسلام أودى ... فما للأرض ويحك لا تميد!
  تأمّل هل ترى الإسلام مالت ... دعائمه وهل شاب الوليد
  وهل شيمت سيوف بني نزار ... وهل وضعت عن الخيل اللَّبود
  وهل تسقي البلاد عشار(١) مزن ... بدرّتها وهل يخضرّ عود
  أما هدّت لمصرعه نزار ... بلى وتقوّض المجد المشيد
  وحلّ ضريحه إذ حلّ فيه ... طريف المجد والحسب التّليد
  / أما واللَّه ما تنفكّ عيني ... عليك بدمعها أبدا تجود
  وإن تجمد دموع لئيم قوم ... فليس لدمع ذي حسب جمود
  أبعد يزيد تختزن البواكي ... دموعا أو تصان لها خدود
  لتبكك قبّة الإسلام لمّا ... وهت أطنابها ووهى العمود
  ويبكك شاعر لم يبق دهر ... له نشبا وقد كسد القصيد
  فإن يهلك يزيد فكلّ حيّ ... فريس للمنيّة أو طريد
  هكذا في الخبر، والقصيدة للتّيميّ.
  مدح الفضل بن سهل
  أخبرني محمد بن يحيى الصّوليّ، قال: حدّثنا الهشاميّ، قال: حدّثني عبد اللَّه بن عمرو، قال: حدّثني موسى بن عبد اللَّه التّميميّ، قال: دخل مسلم بن الوليد على الفضل بن سهل، فأنشده قوله فيه:
  لو نطق الناس أو أنبوا بعلمهم ... ونبّهت عن معالي دهرك الكتب(٢)
  لم يبلغوا منك أدنى ما تمتّ به ... إذا تفاخرت الأملاك وانتسبوا
  فأمر له عن كلّ بيت من هذه القصيدة بألف درهم.
  رثاؤه الفضل بن سهل
  ثم قتل الفضل فقال يرثيه:
  ذهلت فلم أنقع غليلا بعبرة ... وأكبرت أن ألقى بيومك ناعيا
  فلمّا بدا لي أنّه لاعج الأسى ... وأن ليس إلا الدّمع للحزن شافيا
  أقمت لك الأنواح ترتدّ بينها ... مآتم تندبن(٣) النّدى والمعاليا
  وما كان منعى الفضل منعاة واحد(٤) ... ولكنّ منعى الفضل كان مناعيا
  / أللبأس أم للجود أم لمقاوم ... من الملك يزحمن الجبال الرّواسيا!
(١) في ما، والوفيات: ثقال مزن. وعشار معدول عن عشرة عشرة، يقال: جاؤوا عشار أي جاؤوا عشرة عشرة.
(٢) في الديوان - ٣٠٤:
... أو أثنوا بعلمهم»
وفي المختار:
«ونبأت عن معالي دهرك»
(٣) ف:
«تبدين الندى والمعاليا»
(٤) وفي ف والديوان - ٣٤٦:
«منعى وحادة»
وفي ما والمختار:
«منعى وجادة»