نسب مسلم بن الوليد وأخباره
  بفتية لم تنازعها فتطبعها(١) ... بلؤمها طيّئ ثديا ولم تلد
  خاضت إلى الأزد بحرا ذا غوارب من ... سمر طوال وبحرا من قنا قصد(٢)
  فأوردتها مناياها بمرهفة ... ملس المضارب لم تفلل ولم تكد
  وهي قصيدة طويلة. وقد كان الطَّرمّاح قال أيضا:
  تميم بطرق اللؤم أهدى من القطا ... ولو سلكت طرق المكارم ضلَّت
  أرى الليل يجلوه النهار ولا أرى ... عظام المخازي عن تميم تجلَّت
  / وقد كان الفرزدق أيضا أجابه عنها، وقال ابن قنبر(٣) ينقضها:
  لعمرك ما ضلَّت تميم ولا جرت ... على إثر أشياخ عن المجد ضلَّت
  ولا جبنت بل أقدمت يوم كسّرت ... لها الأزد أغماد السّيوف وسلَّت
  بغائط قندابيل والموت خائض ... عليها بآجال لها قد أظلَّت(٤)
  فما برحت تسقى كؤوس حمامها ... إذا نهلت كرّوا عليها فعلَّت
  إلى أن أبادتهم تميم وأكذبت ... أمانيّ للشّيطان عنها اضمحلَّت
  وحان فراق منهم كلّ خدلة ... مفارقة بعلا به قد تملَّت
  وهي أيضا طويلة قال: فبلغ مسلم بن الوليد هجاء ابن قنبر للأزد وطيّى وردّه على الطَّرمّاح بعد موته.
  فغضب من ذلك. وقال: ما المعنى في مناقضة رجل ميّت وإثارة الشّرّ بذكر القبائل، لا سيّما وقد أجابه الفرزدق عن قوله؟ فأبى ابن قنبر إلا تماديا في مناقضته، فقال مسلم قصيدته الَّتي أولها:
  آيات أطلال برامة درّس ... هجن الصّبابة إذ ذكرت(٥) معرّسي
  أوحت إلى درر الدّموع فأسبلت ... واستفهمتها غير أن لم تنبس
  يقول فيها يصف الخمر:
  صفراء من حلب الكروم كسوتها ... بيضاء من حلب الغيوم البجّس(٦)
  طارت(٧) ولاوذها الحباب فحاكها ... فكأن حليتها جنيّ النّرجس
  / ويقول فيها يصف السّيوف:
  وتفارق الأغماد تبدو تارة ... حمرا وتخفى تارة في الأرؤس
  حرب يكون وقودها أبناءها ... لقحت على عقر ولمّا تنفس
(١) في ما، مهذب الأغاني: «قتطعنها».
(٢) القصد: القطع جمع قصدة.
(٣) في ما: «وقال الفرزدق يجيبه».
(٤) في ف:
... والموت جائل ..... عليها بآجال لهم قد أظلت «
(٥) في ما:
«والهوى بمعرّسي»
وفي الديوان - ١٣٠:
«واستثرن معرّسي»
(٦) في الديوان - ١٣١:
«من صوب الغيوم البجّس»
(٧) في الديوان - ١٣٢: «مزجت». وفي مي:
«طارت ولاذ بها الحباب فحاطها»