كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار محمد بن وهيب

صفحة 59 - الجزء 19

  مذهبه من شعره

  أخبرني محمد بن خلف بن المرزبان، قال: حدثني إسحاق بن محمد الكوفيّ، قال: حدثني محمد بن القاسم بن يوسف. وأخبرني به الحسن بن عليّ، قال: حدثنا أحمد بن القاسم، قال: حدثني إسحاق، عن محمد بن القاسم بن يوسف قال:

  كان محمد بن وهيب يأتي أبي فقال له أبي يوما: إنك تأتينا وقد عرفت مذاهبنا فنحبّ أن تعرّفنا مذهبك فنوافقك أو نخالفك، فقال له: في غد أبيّن لك أمري ومذهبي. فلما كان من غد كتب إليه:

  أيّها السّائل قد بيّ ... نت إن كنت ذكيّا

  أحمد اللَّه كثيرا ... بأياديه عليّا

  شاهدا⁣(⁣١) أن لا إله ... غيره ما دمت حيّا

  وعلى أحمد بالصّد ... ق رسولا ونبيّا

  ومنحت الودّ قربا ... هـ وواليت الوصيّا

  وأتاني خبر مطَّرح ... لم يك شيّا

  أن على غير اجتماع ... عقدوا الأمر بديّا

  فوقفت القوم تيما ... وعديّا وأميّا

  غير شتّام ولكنّي ... تولَّيت عليّا

  اعتزازه بشعره

  حدثني جحظة، قال: حدثني عليّ بن يحيى المنجم، قال:

  بلغ محمد بن وهيب أنّ دعبل بن عليّ قال: أنا ابن قولي⁣(⁣٢):

  لا تعجبي يا سلم من رجل ... ضحك المشيب برأسه فبكى

  وأنّ أبا تمام قال: أنا ابن قولي⁣(⁣٢):

  نقّل فؤادك حيث شئت من الهوى ... ما الحبّ إلا للحبيب الأوّل

  فقال محمد بن وهيب: وأنا ابن قولي⁣(⁣٢):

  ما لمن تمّت محاسنه ... أن يعادي طرف من رمقا

  / لك أن تبدي لنا حسنا ... ولنا أن نعمل الحدقا

  قال أبو الفرج الأصبهانيّ⁣(⁣٣): وهذا من جيّد شعره ونادره، وأول هذه الأبيات قوله:

  نم فقد وكَّلت بي الأرقا ... لاهيا تغري بمن عشقا⁣(⁣٤)


(١) ف: «شاهد» بدل «شاهدا».

(٢) في ب: «قال أين قولي».

(٣) ف: «قال مؤلف هذا الكتاب».

(٤) ف:

«لاهيا بعدا لمن عشقا»