كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

ذكر أشعب وأخباره

صفحة 95 - الجزء 19

  كان أشعب حسن الصوت بالقرآن

  أخبرني أحمد قال: حدّثني محمد بن القاسم، قال: وكتب إليّ ابن أبي خيثمة يخبرني أنّ مصعب بن عبد اللَّه أخبره، قال:

  كان أشعب من القرّاء للقرآن، وكان قد نسك وغزا، وكان حسن الصوت بالقرآن، وربما صلَّى بهم القيام.

  أخبرني أحمد بن عبد العزيز، قال: حدّثني محمد بن القاسم، قال: حدّثني أحمد بن يحيى، قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال:

  / كان أشعب مع ملاحته ونوادره يغني أصواتا فيجيدها، وفيه يقول عبد اللَّه بن مصعب الزّبيريّ:

  صوت

  إذا تمزّزت صراحيّة⁣(⁣١) ... كمثل ريح المسك أو أطيب

  ثم تغنّى لي بأهزاجه ... زيد أخو الأنصار أو أشعب

  حسبت أنّي ملك جالس ... حفّت به الأملاك والموكب

  وما أبالي وإله الورى ... أشرّق العالم أم غرّبوا

  غنّى في هذه الأبيات زيد الأنصاريّ خفيف رمل بالبنصر.

  وقد روى أشعب الحديث عن جماعة من الصحابة:

  أخبرني عمي، قال: حدّثني عبد اللَّه بن أبي سعد أن الربيع بن ثعلب حدثهم، قال: حدّثني أبو البحتري:

  حدّثني أشعب، عن عبد اللَّه بن جعفر، قال: قال رسول اللَّه : «لو دعيت إلى ذراع لأجبت، ولو أهدي إليّ كراع لقبلت».

  أشعب وسالم بن عبد اللَّه

  قال ابن أبي سعد، وروي عن محمد بن عباد بن موسى، عن عتّاب بن إبراهيم⁣(⁣٢)، عن أشعب الطامع - قال عتاب: وإنما حملت هذا الحديث عنه لأنه عليه - قال: دخلت إلى سالم بن عبد اللَّه بستانا له⁣(⁣٣) فأشرف عليّ وقال:

  يا أشعب، ويلك لا تسأل، فإني سمعت أبي يقول: سمعت رسول اللَّه يقول: «ليأتينّ أقوام يوم القيامة ما في وجوههم / مزعة لحم⁣(⁣٤)، قد أخلقوها بالمسألة».

  ويروى عن يزيد بن موهب الرمليّ⁣(⁣٥)، عن عثمان بن محمد، عن أشعب، عن / عبد اللَّه بن جعفر: أن النبي تختّم في يمينه.


(١) تمزز الشراب: تمصصه. والصراحية: آنية الخمر والمراد الخمر.

(٢) ف: «عباد بن إبراهيم».

(٣) ف: «بيتا له».

(٤) المزعة: القطعة من اللحم وغيرها.

(٥) ب: «يزيد بن وهب المؤملي».