كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار عويف ونسبه

صفحة 135 - الجزء 19

  / يعني الجعد بن عمران بن عيينة وقتل يومئذ.

  أسماء بن خارجة يشكو حميدا إلى عبد الملك

  فلما رجع عبد الملك من الكوفة وقتل مصعب، لحقه أسماء بن خارجة بالنّخيلة، فكلَّمه فيما أتى حميد به إلى أهل العمود من فزارة، وقال: حدّثنا أنه مصدّقك وعاملك، فأجبناك وبك عذنا، فعليك وفي ذمتك ما على الحرّ في ذمّته، فأقدنا من قضاعيّ سكَّير، فأبى عبد الملك وقال: انظر في ذلك وأستشير⁣(⁣١) وحميد يجحد وليست لهم بيّنة، فوادهم ألف وألف ومائتي ألف، وقال: إني حاسبها في أعطيات قضاعة، فقال في ذلك عمرو بن مخلاة الكلبيّ.

  صوت

  خذوها يا بني ذبيان عقلا ... على الأجياد واعتقدوا الخداما⁣(⁣٢)

  دراهم من بني مروان بيضا ... ينجّمها لكم عاما فعاما

  وأيقن أنّه يوم طويل ... على قيس يذيقهم السّماما⁣(⁣٣)

  ومختبّ أمام القوم يسعى ... كسرحان التّنوفة حين ساما⁣(⁣٤)

  رأى شخصا على بلد بعيد ... فكبّر حين أبصره وقاما

  وأقبل يسأل البشرى إلينا⁣(⁣٥) ... فقال: رأيت إنسا أو نعاما

  وقال لخيله سيري حميد ... فإنّ لكلّ ذي أجل حماما

  / فما لاقيت من سجح⁣(⁣٦) وبدر ... ومرّة فاتركي حطبا حطاما

  بكل مقلَّص عبل شواه ... يدقّ بوقع نابيه اللَّجاما⁣(⁣٧)

  وكل طمرّة مرطى سبوح ... إذا ما شدّ فارسها الحزاما⁣(⁣٨)

  وقائلة على دهش وحزن ... وقد بلَّت مدامعها اللَّثاما

  كأنّ بني فزارة لم يكونوا ... ولم يرعوا بأرضهم الثّماما⁣(⁣٩)

  ولم أر حاضرا منهم بشاء ... ولا من يملك النّعم الرّكاما⁣(⁣١٠)


(١) ب: «انظر في ذلك واستشر».

(٢) في أنساب الأشراف:

«على الأحياء واعتقدوا الخزاما»

واعتقد الشيء: نقيض حله، والخدام: جمع خدمة، وهي السير الغليظ المحكم مثل الحلقة تشد في رسغ البعير.

(٣) السمام جمع سم، وهو القاتل من الأدوية ونحوها.

(٤) المختب: المسرع. والسرحان: الذئب. والتنوفة: الأرض الواسعة أو الصحراء. وسام: ذهب في ابتغاء الشيء.

(٥) ف:

«فأقبل يسأل اليسرى إلينا»

(٦) ف، مي: «شمخ».

(٧) ف:

«يدق بهمز نابيه اللجاما»

(٨) الطمرة: الفرس الجواد الشديد العدو. المرطى: الخفيف شعر الجسد. والسبوح: الفرس يمد يديه في الجري.

(٩) الثمام: عشب من الفصيلة النخيلية.

(١٠) النعم الركام: النعم الضخم.