كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار عبد الله بن العباس الربيعي

صفحة 153 - الجزء 19

  / قال: فأمر محمد بن راشد غلامه فائزا، فغنّاه بهذا الصوت، وشرب عليه حتى سكر.

  قال: وكان أبو أحمد بن الرّشيد قد عشق فائزا، فاشتراه من محمد بن راشد بثلاثمائة ألف درهم، فبلغ ذلك المأمون، فأمر بأن يضرب محمد بن راشد ألف سوط، ثم سئل فيه فكفّ عنه، وارتجع منه نصف المال، وطالبه بأكثر فوجده قد أنفقه وقضى دينه، ثم حجر على أبي أحمد بن الرّشيد، فلم يزل محجورا عليه طوال أيام المأمون؛ وكان أمر ماله مردودا إلى مخلد بن أبان.

  شرب الخمر في ليلة من رمضان إلى الفجر

  أخبرني الحسن بن عليّ، قال: حدّثنا محمد بن القاسم بن مهرويه، قال: أخبرني ابن الجرجانيّ⁣(⁣١)، قال:

  اتفق يوم النيروز في شهر رمضان، فشرب عبد اللَّه بن العبّاس بن الفضل في تلك اللَّيلة إلى أن بدا الفجر أن يطلع، وقال في ذلك وغنّى فيه قوله:

  اسقني صفراء صافية ... ليلة النّيروز والأحد

  حرّم الصّوم اصطبا حكما ... فتزوّد شربها لغد

  صنع لحنا للواثق وغناه في يوم نيروز فلم يستعد غيره

  أخبرني عمّي، قال: حدّثنا محمد بن القاسم بن مهرويه، قال: حدّثني إبراهيم بن المدبّر، قال:

  قال لي محمد بن الفضل الجرجانيّ: أنشدت عبد اللَّه بن العبّاس الربيعيّ للمعلَّى الطائيّ:

  باكر صبوحك صبحة النّيروز ... واشرب بكأس مترع وبكوز

  ضحك الربيع إليك عن نوّاره ... آس ونسرين ومرماحوز

  فاستعادنيهما فأعدتهما عليه، وسألني أن أمليهما، وصنع فيهما لحنا غنّى به الواثق في يوم نيروز، فلم يستعد غيره يومئذ، وأمر له بثلاثين ألف درهم.

  تأثر من شعر لجميل إلى أن بكى

  أخبرني جعفر بن قدامة، قال: حدّثني عليّ بن يحيى، قال:

  أنشدني عبد اللَّه بن العبّاس بن الفضل بن الرّبيع لجميل، وأنشدنيه وهو يبكي ودموعه تنحدر على لحيته.

  صوت

  فما لك لما خبّر الناس أنّني ... غدرت بظهر الغيب لم تسليني⁣(⁣٢)

  فأحلف بتّا أو أجيء بشاهد ... من الناس عدل إنّهم ظلموني

  قال: وله فيه صنعة من خفيف الثّقيل وخفيف الرمل.


(١) ف: «ابن الجرجراني».

(٢) ب: «لم تسأليني»، وهو بذلك يختل وزنه.