كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار عبد الله بن العباس الربيعي

صفحة 161 - الجزء 19

  تحسني شيئا ولا كانت فيك خصلة تحمد لوجب أن تعشقي لهذه الكلمة، أحسنت واللَّه، ثم قالت لعبد اللَّه:

  ما ضيّعت⁣(⁣١)، احتفظ بصاحبتك.

  غنى الواثق في يوم نيروز فأمر له بجائزة

  حدّثني عمّي، قال: حدّثني محمد⁣(⁣٢) بن المرزبان، عن أبيه، عن عبد اللَّه بن العبّاس، قال:

  / دعانا الواثق في يوم نوروز، فلما دخلت عليه غنّيته في شعر قلته وصنعت فيه لحنا وهو:

  هيّ للنّيروز جاما ... ومداما وندامى

  يحمدون اللَّه والوا ... ثق هارون الإماما

  ما رأى كسرى أنوشر ... وان مثل العام عاما

  نرجسا غضّا ووردا ... وبهارا وخزامى

  / قال: فطرب واستحسن الغناء، وشرب عليه حتى سكر، وأمر لي بثلاثين ألف درهم.

  حدّثني عمّي، قال: حدّثني أحمد بن المرزبان، قال: حدّثني شيبة بن هشام قال:

  ألقت متيّم على جوارينا هذا اللحن وزعمت أنّها أخذته من عبد اللَّه بن العبّاس والصّنعة له:

  صوت

  اتّخذت عدوّة ... فسقى الإله عدوّتي

  وفديتها بأقاربي ... وبأسرتي وبجيرتي

  جدلت كجدل الخيزرا ... ن وثنّيت فتثنّت

  واستيقنت أنّ الفؤا ... د يحبّها فأدلَّت

  عشق مصابيح وقال فيها شعرا

  قال: ثم حدّثتنا متيّم أنّ عبد اللَّه بن العبّاس كان يتعشّق مصابيح جارية الأحدب المقيّن⁣(⁣٣)، وأنّه قال هذا الشعر فيها، وغنّى فيه هذا اللَّحن بحضرتها، فأخذته عنه. / هكذا ذكر شيبة بن هشام من أمر مصابيح، وهي مشهورة من جواري آل يحيى بن معاذ، ولعلها كانت لهذا المقيّن قبل أن يملكها آل يحيى، وقبل أن تصل⁣(⁣٤) إلى رقيّة بنت الفضل بن الرّبيع.

  وحدّثنا أيضا عمّي، قال: حدّثنا أحمد بن المرزبان، عن شيبة ابن هشام، قال:

  كان عبد اللَّه بن العبّاس يتعشّق جارية الأحدب المقيّن - ولم يسمّها في هذا الخبر - فغاضبها في شيء بلغه عنها، ثم رام بعد ذلك أن يترضّاها فأبت، وكتب إليها رقعة يحلف لها على بطلان ما أنكرته، ويدعو اللَّه على من


(١) ب: ما صنعت «تصحيف».

(٢) ف: «أحمد بن المرزبان».

(٣) ب: «القين».

(٤) ف: «تصير».