كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار عبد الله بن العباس الربيعي

صفحة 162 - الجزء 19

  ظلم، فلم تجبه عن شيء ممّا كتب به، ووقّعت تحت دعائه: آمين، ولم تجب عن شيء مما تضمّنته الرّقعة بغير ذلك، فكتب إليها:

  أمّا سروري بالكتا ... ب فليس يقنى ما بقينا

  وأتى الكتاب وفيه لي⁣(⁣١) ... آمين ربّ العالمينا

  قال: وزارته في ليلة من ليالي شهر رمضان وأقامت عنده ساعة، ثم انصرفت وأبت أن تبيت وتقيم ليلتها عنده، فقال هذا الشّعر وغنّى فيه هزجا وهو مشهور من أغانيه وهو:

  صوت

  يا من لهمّ أمسى يؤرّقني ... حتى مضى شطر ليلة الجهني⁣(⁣٢)

  عنّي ولم أدر أنّها حضرت ... كذاك من كان حزنه حزني⁣(⁣٣)

  / إنّي سقيم⁣(⁣٤) مولَّه دنف ... أسقمني حسن وجهك الحسن

  جودي له بالشفاء منيته ... لا تهجري هائما عليك ضني

  قال: وليلة الجهنيّ ليلة تسع عشرة من شهر رمضان، قال رجل من جهينة: إنّه رأى فيها ليلة القدر فيما يرى النّائم فسمّيت ليلة الجهنيّ.

  غنى في دار محمد بن حماد

  أخبرني عمّي، قال: حدّثنا أحمد بن المرزبان، قال: حدّثني شيبة بن هشام، قال:

  دعانا محمد بن حمّاد بن دنقش⁣(⁣٥) وكان له ستارة في نهاية الوصف، وحضر معنا عبد اللَّه بن العباس، فقال عبد اللَّه وغنّى فيه:

  دع عنك لومي فإنّي غير منقاد ... إلى الملام وإن أحببت إرشادي

  / فلست أعرف لي يوما سررت به ... كمثل يومي في دار ابن حمّاد

  غنى الواثق بشعر ذكرت فيه أعياد النصارى فخشي أن ينتصر

  أخبرني يحيى بن عليّ بن يحيى، قال: حدّثني أبو أيّوب المدينيّ، قال: حدّثني ابن المكَّيّ، عن عبد اللَّه بن العبّاس، قال: لمّا صنعت لحني في شعري:


(١) ف:

«وافي وقد وقّعت لي»

(٢) ف:

«حتى مضى الشطر ليلة الجهني»

(٣) ف:

«كذاك من كان حزنها حزني»

(٤) مد، مي: «إني شقيّ».

(٥) غير واضحة في ف.