أخبار عبد الله بن العباس الربيعي
  ظلم، فلم تجبه عن شيء ممّا كتب به، ووقّعت تحت دعائه: آمين، ولم تجب عن شيء مما تضمّنته الرّقعة بغير ذلك، فكتب إليها:
  أمّا سروري بالكتا ... ب فليس يقنى ما بقينا
  وأتى الكتاب وفيه لي(١) ... آمين ربّ العالمينا
  قال: وزارته في ليلة من ليالي شهر رمضان وأقامت عنده ساعة، ثم انصرفت وأبت أن تبيت وتقيم ليلتها عنده، فقال هذا الشّعر وغنّى فيه هزجا وهو مشهور من أغانيه وهو:
  صوت
  يا من لهمّ أمسى يؤرّقني ... حتى مضى شطر ليلة الجهني(٢)
  عنّي ولم أدر أنّها حضرت ... كذاك من كان حزنه حزني(٣)
  / إنّي سقيم(٤) مولَّه دنف ... أسقمني حسن وجهك الحسن
  جودي له بالشفاء منيته ... لا تهجري هائما عليك ضني
  قال: وليلة الجهنيّ ليلة تسع عشرة من شهر رمضان، قال رجل من جهينة: إنّه رأى فيها ليلة القدر فيما يرى النّائم فسمّيت ليلة الجهنيّ.
  غنى في دار محمد بن حماد
  أخبرني عمّي، قال: حدّثنا أحمد بن المرزبان، قال: حدّثني شيبة بن هشام، قال:
  دعانا محمد بن حمّاد بن دنقش(٥) وكان له ستارة في نهاية الوصف، وحضر معنا عبد اللَّه بن العباس، فقال عبد اللَّه وغنّى فيه:
  دع عنك لومي فإنّي غير منقاد ... إلى الملام وإن أحببت إرشادي
  / فلست أعرف لي يوما سررت به ... كمثل يومي في دار ابن حمّاد
  غنى الواثق بشعر ذكرت فيه أعياد النصارى فخشي أن ينتصر
  أخبرني يحيى بن عليّ بن يحيى، قال: حدّثني أبو أيّوب المدينيّ، قال: حدّثني ابن المكَّيّ، عن عبد اللَّه بن العبّاس، قال: لمّا صنعت لحني في شعري:
(١) ف:
«وافي وقد وقّعت لي»
(٢) ف:
«حتى مضى الشطر ليلة الجهني»
(٣) ف:
«كذاك من كان حزنها حزني»
(٤) مد، مي: «إني شقيّ».
(٥) غير واضحة في ف.