كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار عبد الله بن العباس الربيعي

صفحة 163 - الجزء 19

  صوت

  يا ليلة ليس لها صبح ... وموعدا ليس له نجح

  من شادن مرّ على وعده المي ... لاد والسّلَّاق والذّبح

  - هذه أعياد النّصارى - غنّيته الواثق فقال: ويلكم، أدركوا هذا لا يتنصّر، وتمام هذا الشّعر:

  وفي السّعانين لو أنّي به ... وكان أقصى الموعد الفصح

  فاللَّه أستعدي على ظالم ... لم يغن عنه الجود والشّحّ

  / نسخت من كتاب أبي سعيد السّكَّريّ: قال أبو العتاهية: وفيه لعبد اللَّه بن العبّاس غناء حسن:

  أنا عبد لها مقرّ وما يم ... لك لي غيرها من الناس رقّا

  ناصح مشفق وإن كنت ما أر ... زق منها والحمد للَّه عتقا

  ومن الحين والشّقاء تعلَّا ... قت مليكا مستكبرا حين يلقى

  إن شكوت الَّذي لقيت إليه ... صدّ عنّي وقال: بعدا وسحقا

  حكى حاله في غناء بحضرة حمدون بن إسماعيل

  أخبرني عمّي، قال: حدّثني عليّ بن محمد بن نصر، عن جدّه حمدون بن إسماعيل، قال:

  دخلت يوما إلى عبد اللَّه بن العبّاس الربيعيّ، وخادم له يسقيه، وبيده عوده، وهو يغنّي هذا الصوت:

  إذا اصطبحت ثلاثا ... وكان عودي نديمي

  والكأس تغرب⁣(⁣١) ضحكا ... من كفّ ظبي رخيم

  فما عليّ طريق ... لطارقات الهموم

  قال: فما رأيت أحسن ممّا حكى حاله في غنائه، ولا سمعت أحسن ممّا غنّى.

  عشق غلام حزام خادم المعتصم

  أخبرني الحسين⁣(⁣٢) بن القاسم الكوكبيّ، قال: حدّثنا عبد اللَّه بن أبي سعد، قال: حدّثني دوسر⁣(⁣٣) الخراسانيّ قال:

  اشترى حزام⁣(⁣٤) خادم المعتصم خادما نظيفا، كان عبد اللَّه بن العبّاس بن الفضل / بن الربيع يتعشّقه، فسأله هبته له أو بيعه منه فأبى، فقال عبد اللَّه أبياتا وصنع فيها غناء، وهي قوله:

  يوم سبت فصرّفا لي المداما ... واسقياني لعلَّني أن أناما

  شرّد النوم حبّ ظبي غرير ... ما أراه يرى الحرام حراما


(١) ف: «فضحك ضحكا».

(٢) ب: «الحسن بن القاسم».

(٣) ب: «دوس الخراساني».

(٤) ب: «حزم».