كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار عبد الله بن العباس الربيعي

صفحة 167 - الجزء 19

  قلت: يا سؤلي ويا بدر الدّجى ... في ظلام اللَّيل ما خفت العسس!

  قال: قد خفت ولكنّ الهوى ... آخذ بالرّوح منّي والنّفس

  زارني يخطر في مشيته ... حوله من نور خدّيه قبس

  قال: فلمّا خرج من دار الحرم قال لي: يا عبد اللَّه، ما صنعت؟ فاندفعت فغنّيته، فشرب حتى سكر، وأمر لي بخمسة آلاف درهم، وأمرني بطرحه على الجواري، فطرحته عليهن.

  صنع لحنا جميلا من شعر يوسف بن الصقيل

  أخبرني يحيى بن عليّ بن يحيى، قال: حدّثنا أبو أيّوب المدينيّ، عن حمّاد، قال:

  من مليح صنعة عبد اللَّه بن العبّاس الربيعيّ، والشّعر ليوسف بن الصّيقل، ولحنه هزج:

  صوت

  أبعد المواثيق لي ... وبعد السؤال الحفي

  وبعد اليمين الَّتي ... حلفت على المصحف

  تركت الهوى بيننا ... كضوء سراج طفي

  فليتك إذ لم تفي ... بوعدك لم تخلفي

  غنى للواثق لحنا من شعر الأحوص فأعطاه ألف دينار

  حدّثني الصّوليّ، قال: حدّثني يزيد بن محمد المهلَّبيّ، قال:

  كان الواثق قد غضب على فريدة لكلام أخفته إيّاه فأغضبته، وعرفنا ذلك وجلس في تلك الأيّام للصّبوح، فغنّاه عبد اللَّه بن العبّاس:

  صوت

  لا تأمني الصّرم منّي أن تري كلفي ... وإن مضى لصفاء الودّ أعصار

  ما سمّي القلب إلا من تقلَّبه ... والرأي يصرف والأهواء أطوار

  كم من ذوي مقة⁣(⁣١) قبلي وقبلكم ... خانوا فأضحوا إلى الهجران قد صاروا

  فاستعاده الواثق مرارا، وشرب عليه وأعجب به، وأمر لعبد اللَّه بألف دينار وخلع عليه.

  الشّعر للأحوص، والغناء لعبد اللَّه بن العبّاس هزج بالوسطى عن عمرو.

  فضّله المتوكل على سائر المغنين

  وأخبرني جعفر بن قدامة، قال: حدّثنا حمّاد بن إسحاق، قال: حدّثني عبد اللَّه بن العبّاس بن الفضل بن الربيع، قال:


(١) المقة: الحب، وفي ف: «سمة».