كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار سلم الخاسر ونسبه

صفحة 182 - الجزء 19

  كان يهاجي والبة بن الحباب

  أخبرني الحسن بن عليّ، قال: حدّثني ابن مهرويه، قال: حدّثني عليّ بن الحسن الشيبانيّ، قال: حدّثني أبو المستهلّ الأسديّ، وهو عبد اللَّه بن تميم بن حمزة، قال:

  كان سلم الخاسر يهاجي والبة بن الحباب، فأرسلني إليه وقال: قل له:

  يا والب بن الحباب يا حلقي⁣(⁣١) ... لست من أهل الزناء فانطلق

  دخل فيه الغرمول تولجه ... مثل ولوج المفتاح في الغلق

  قال: فأتيت والبة فقلت له ذلك، فقال لي: قل له: يا بن الزانية، سل عنك ريعان التميمي - يعني أنه ناكه - قال: وكان ريعان لوطيا آفة من الآفات، وكان علَّامة ظريفا.

  قال: فحدّثني جعفر بن قدامة عن محمد العجلي، عن أحمد بن معاوية الباهليّ، قال: سمعت ريعان يقول:

  نكت الهيثم بن عديّ، فمن ترونه يفلت مني بعده؟.

  يعتذر إلى المهدي من مدحه لبعض العلويين

  وأخبرني أحمد بن العباس العسكري، قال: حدثنا العنزيّ، قال: حدّثني أبو مالك / محمد بن موسى اليمانيّ، قال:

  كان سلم الخاسر مدح بعض العلويين، فبلغ ذلك المهديّ، فتوعّده وهمّ به، فقال سلم فيه:

  إني أتتني على المهديّ معتبة ... تكاد من خوفها الأحشاء تضطرب

  اسمع فداك بنو حواء كلَّهم ... وقد يجور برأس الكاذب الكذب

  فقد حلفت يمينا غير كاذبة ... يوم المغيبة لم يقطع لها سبب

  ألَّا يحالف مدحي غيركم أبدا ... ولو تلاقى عليّ الغرض⁣(⁣٢) والحقب⁣(⁣٣)

  ولو ملكت عنان الريح أصرفها ... في كلّ ناحية ما فاتها الطلب

  مولاك مولاك لا تشمت أعاديه ... فما وراءك لي ذكر ولا نسب

  فعفا عنه.

  كان لا يحسن المدح ويحسن الرثاء

  وأخبرني أحمد بن العباس⁣(⁣٤)، وأحمد بن عبيد اللَّه بن عمار، قالا: حدثنا العنزيّ، قال: حدّثني العباس بن عبد الواحد بن جعفر بن سليمان، قال: حدّثني موسى بن عبد اللَّه بن شهاب المسمعيّ، قال:

  سمعت أبا عبيدة معمر بن المثنى يقول: كان سلم الخاسر لا يحسن أن يمدح، ولكنه كان يحسن أن يرثي ويسأل.


(١) الحلقي، من قولهم: أتان حلقية؛ بالتحريك: إذا تداولها الحمر حتى أصابها داء في رحمها.

(٢) الغرض؛ هو للرحل كالحزام للسرج.

(٣) الحقب؛ محركة: الحزام يلي حقو البعير، والحقو بفتح فسكون: الكشح. ابن منظور لسان العرب ٤/ ١٨٩ مادة (حفا).

(٤) ف: «أحمد بن عبد العزيز».