كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار سلم الخاسر ونسبه

صفحة 187 - الجزء 19

  /

  وهما ما هما لبذل العطايا ... وللفّ الأقران بالأقران

  يسبقان المنون طعنا وضربا ... ويفكَّان كلّ كبل⁣(⁣١) وعان⁣(⁣٢)

  أمر له الرشيد بمائة ألف درهم في قصيدة أنشده إياها

  أخبرني وكيع، قال: حدّثني يزيد بن محمد المهلَّبيّ، قال: حدّثني عبد الصمد بن المعذّل، قال:

  لما أنشد سلم الخاسر الرشيد قصيدته فيه:

  حضر الرّحيل وشدّت الأحداج

  أمر له بمائة ألف درهم.

  من شعره في الفضل بن يحيى وجائزته عليه

  حدّثني جحظة قال: حدّثني ميمون بن هارون قال:

  دخل سلم الخاسر على الفضل بن يحيى في يوم نيروز والهدايا بين يديه، فأنشده:

  أمن ربع تسائله ... وقد أقوت منازله

  بقلبي من هوى الأطلا ... ل حبّ ما يزايله

  رويدكم عن المشغو ... ف إنّ الحبّ قاتله

  بلابل صدره تسري ... وقد نامت عواذله

  أحقّ الناس بالتفض ... يل من ترجى فواضله

  رأيت مكارم الأخلا ... ق ما ضمّت حمائله

  فلست أرى فتى في النا ... س إلا الفضل فاضله

  يقول لسانه خيرا ... فتفعله أنامله

  / ومهما يرج⁣(⁣٣) من خير ... فإن الفضل فاعله

  وكان إبراهيم الموصليّ وابنه إسحاق حاضرين، فقال لإبراهيم: كيف⁣(⁣٤) ترى وتسمع؟ قال: أحسن مرئيّ ومسموع، وفضل الأمير أكثر منه. فقال: خذوا جميع ما أهدي إليّ اليوم فاقتسموه بينكم أثلاثا⁣(⁣٥) إلا ذلك التمثال، فإني أريد أن أهديه اليوم إلى دنانير، ثم قال: لا، واللَّه، ما هكذا تفعل الأحرار، يقوّم وندفع إليهم ثمنه، ثم نهديه.

  فقوّم بألفي دينار، فحملها إلى القوم من بيت ماله، واقتسموا جميع الهدايا بينهم.


(١) الكبل: القيد؛ أو أعظم ما يكون من القيود.

(٢) العاني: الأسير.

(٣) في التجريد: «ترج».

(٤) في التجريد: «كيف ما ترى». وسقط فيه: كلمة «تسمع».

(٥) كذا في المختار وفي س: «ثلاثا»، وهو تحريف.