أخبار سلم الخاسر ونسبه
  شعر له يعده معن بن زائدة أحسن ما مدح به
  أخبرني هاشم بن محمد الخزاعيّ، قال: حدّثني عيسى بن إسماعيل تينة، قال: حدّثني القحذميّ، قال:
  قيل لمعن بن زائدة: ما أحسن ما مدحت به من الشعر عندك؟ قال: قول سلم الخاسر:
  أبلغ الفتيان مألكة(١) ... أنّ خير الودّ ما نفعا
  أنّ قرما(٢) من بني مطر ... أتلفت كفّاه ما جمعا
  كلَّما عدنا لنائله ... عاد في معروفه جذعا(٣)
  شعر له في الفضل بن يحيى وقد أشار برأي أخذ به
  أخبرني عمي، قال: حدّثني عبد اللَّه بن أبي سعد، قال: حدّثني أبو توبة، وأخبرني الحسن بن عليّ، قال:
  حدّثني محمد بن القاسم بن مهرويه، عن أبي توبة، قال:
  حدث في أيام الرشيد أمر فاحتاج فيه(٤) إلى الرأي، فأشكل، وكان الفضل بن / يحيى غائبا، فورد في ذلك الوقت، فأخبروه بالقصة، فأشار بالرأي في وقته، وأنفذ الأمر على مشورته، فحمد ما جرى فيه، فدخل عليه سلم الخاسر فأنشده:
  بديهته وفكرته سواء ... إذا ما نابه الخطب الكبير
  وأحزم ما يكون الدّهر رأيا ... إذا عيّ(٥) المشاور والمشير(٦)
  فأمر له بعشرة آلاف درهم.
  اشترى سكوت أبي الشمقمق عن هجائه
  أخبرني جعفر بن قدامة، قال: حدّثني أبو العيناء، قال: حدّثني الجمّاز أنّ أبا الشمقمق جاء إلى سلم الخاسر يستميحه فمنعه، فقال له: اسمع إذا ما قلته، وأنشده:
  حدّثوني أنّ سلما ... يشتكي جارة أيره
  فهو لا يحسد شيئا ... غير أير في است غيره
  وإذا سرّك يوما ... يا خليلي نيل خيره
  قم فمر راهبك الأص ... لع يقرع باب ديره
  فضحك سلم، وأعطاه خمسة دنانير، وقال له: أحب - جعلت فداءك - أن تصرف راهبك الأصلع عن باب ديرنا.
(١) المألكة: الرسالة.
(٢) القرم: السيد.
(٣) الجذع: الشاب الحدث، والمراد: عاد أكثر ارتياحا للندى.
(٤) كذا في المختار، وفي س: «إليه»، وهو تحريف. وفي التجريد، ف، مم: «فاحتيج».
(٥) في التجريد: «أعيا».
(٦) زاد في المختار بعد هذا البيت:
وصدر فيه للهم اتساغ ... إذا ضاقت عن الهمّ الصدور