كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار سلم الخاسر ونسبه

صفحة 189 - الجزء 19

  أنشد الرشيد فتطير وأمر بإخراجه

  أخبرنا الحسن بن عليّ، قال: حدثنا ابن مهرويه، قال: حدّثني أحمد بن أبي كامل، قال: حدّثني أبو دعامة، قال:

  دخل سلم الخاسر على الرشيد، فأنشده:

  /

  حيّ الأحبّة بالسلام

  فقال الرشيد:

  حياهم اللَّه بالسلام

  فقال:

  على وداع أم مقام

  فقال الرشيد: حيّاهم اللَّه على أيّ ذلك كان، فأنشده:

  لم يبق منك ومنهم ... غير الجلود على العظام

  فقال له الرشيد: بل منك، وأمر بإخراجه، وتطيّر منه، ومن قوله، فلم يسمع منه باقي الشعر ولا أثابه بشيء.

  شعره في الهادي حين بويع له

  أخبرني محمد بن مزيد، قال: حدثنا حمّاد بن إسحاق، عن أبيه، قال:

  أتت وفاة المهديّ إلى موسى الهادي، وهو بجرجان، فبويع له هناك، فدخل عليه سلم الخاسر مع المهنئين، فنأه بخلافة اللَّه، ثم أنشده:

  لمّا أتت خير بني هاشم ... خلافة اللَّه بجرجان

  شمّر للحزم⁣(⁣١) سرابيله ... برأي لا غمر ولا وان

  لم يدخل الشّورى على رأيه ... والحزم لا يمضيه رأيان

  يقر بأستاذية بشار له

  أخبرني الحسن بن عليّ وعمي، قالا: حدثنا محمد بن القاسم بن مهرويه، قال: حدّثني صالح بن عبد الرحمن، عن أبيه، قال:

  دخل سلم الخاسر على الرشيد، وعنده العباس بن محمد وجعفر بن يحيى، فأنشده قوله فيه:

  /

  حضر الرّحيل وشدّت الأحداج⁣(⁣٢)


(١) في التجريد: «للحرب».

(٢) عجزه كما في التجريد:

وغدا بهن مشمر مزعاج

والأحداج، جمع الحدج، بكسر فسكون، وهو مركب للنساء.