أخبار فضل الشاعرة
  لعب الفحول بسفلها وعجانها(١) ... فتمرّدت كتمرّد الفحل
  لما اكتنيت بما اكتنيت به ... وتسمّت(٢) النقصان بالفضل
  كادت بنا الدنيا تميد ضحى ... ونرى السماء تذوب كالمهل(٣)
  قال: فغضب أبو شبل لذلك، ولم يجبها، وقال يهجو مولاها هشاما:
  نعم مأوى العزّاب بيت هشام ... حين يرمي اللَّثام باغي اللثام
  من أراد السرور عند حبيب ... لينال السرور تحت الظلام
  فهشام نهاره ودجى الل ... يل سواء نفسي فداء هشام
  ذاك حرّ دواته ليس تخلو ... أبدا من تخرّق الأقلام
  زارت سعيد بن حميد فأعجلها طلب الخليفة
  حدّثني عمي، قال: حدّثني ميمون بن هارون، قال:
  زارت فضل الشاعرة سعيد بن حميد ليلة على موعد سبق بينهما، فلما حصلت عنده / جاءتها جاريتها مبادرة تعلمها أن رسول الخليفة قد جاء يطلبها، فقامت مبادرة فمضت، فلما كان من غد كتب إليها سعيد:
  ضنّ الزمان بها فلما نلتها ... ورد الفراق فكان أقبح وارد
  والدّمع ينطق للضمير مصدّقا ... قول المقرّ مكذّبا للجاحد
  ترثي المنتصر وتبكيه
  حدّثني الحسن بن عليّ، قال: حدثنا ابن أبي الدنيا، قال: حدّثني ميسرة بن محمد، قال: حدّثني عبيد بن محمد، قال:
  قلت لفضل الشاعرة: ماذا نزل بكم البارحة؟ - قال: وذلك في صبيحة قتل المنتصر المتوكل(٤) - فقالت وهي تبكي:
  إنّ الزمان بذحل(٥) كان يطلبنا ... ما كان أغفلنا عنه وأسهانا!
  مالي وللدهر قد أصبحت همته ... مالي وللدّهر لاكانا!
  شعرها في حضرة المتوكل يوم نيروز
  أخبرني محمد بن خلف بن المرزبان، قال: حدّثني محمد بن الفضل، قال: حدّثني أبو هفّان، قال: حدّثني أحمد بن أبي فنن، قال:
(١) العجان: الاست.
(٢) تسمت، كأنه من السمت، وهو هيئة أهل الخير، والمراد تشبه أو تزين.
(٣) المهل، من معانيه: القطران الرقيق، والغائب من الصفر والحديد.
(٤) كذا في ف، وفي ما: «في صبيحة قتل المنتصر المعتز»، وفي س: «قتل المنتصر أو المعتز».
(٥) الذحل: الثأر.