كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

نسب ابن الخياط وأخباره

صفحة 216 - الجزء 20

  حذرا من سيوف ضرغامة عا ... د على الهول باسل مقدام

  من بني مرة الأطايب يكنى ... عند دسر⁣(⁣١) الرماح⁣(⁣٢) بالهيذام

  ابنه يونس ينافسه ليحرمه جائزة:

  قال: فأشرع الفتى يده إليه بشيء وجزّاه خيرا. قال يونس: فبادرت فأخذت بيد المرّي وقلت له: لا تعجل فإني قد قلت شعرا أجود من شعره. قال أبي: ويلك يا يونس يا عاضّ بظر أمه! تحرمني؟ فقلت: دع هذا عنك، فو اللَّه لا تجوع امرأتي وتشبع امرأتك، فقلت ليونس: ومن كانت امرأة أبيك يومئذ؟ فقال: أمي، وجمعت واللَّه عقوقهما⁣(⁣٣). فقال لي المرّي / أنشد فأنشدته:

  اسقياني يا صاحبيّ اسقياني ... ودعاني من الملام دعاني

  اسقياني هديتما من كميت ... بننت عشر مشمولة أسقياني

  فضّ عنها ختامها إذ سباها ... واضح الخد من بني عدنان

  نتحايا⁣(⁣٤) بالكأس أربعة في الدّ ... ور هذان ناعمان وذان

  ذا لهذا ريحانة مثل هذا ... ك لهذا من طيّب الريحان

  فنهضنا لموعد كان منا ... إذ سمعنا تجاوب البكمان

  فنعمنا حولين بهرا وعشنا ... بين دفّ ومسمع ودنان

  ثم هجنا للحرب إذ شبّت الحر ... ب ففزنا فيها بسبق الرّهان

  / إنّ قيسا في كلّ شرق وغرب ... خارج سهمها على السّهمان

  منع اللَّه ضيمنا بأبي الهي ... ذام حلَّف السماح والإحسان

  واليمانون يفخرون أما يد ... رون أن النبيّ غير يمان

  قال: فقال الفتى لأبي: قد وجب علينا من حقه مثل ما وجب علينا من حقك يا شيخ؛ واستظرف ما جرى بيني وبين أبي، وقسم الدنانير بيننا، وكانت خمسين دينارا.

  ابنه يعصر حلقه فيعترف لمنقذه بأن عق أباه من قبله:

  أخبرني الحسن بن عليّ قال: حدثنا محمد بن موسى بن حماد قال: حدّثني الزبير قال:

  مرّ رجل بيونس بن عبد اللَّه بن الخياط - وهو يعصر حلق أبيه وكان عاقّا به - فقال له: ويلك أتفعل هذا بأبيك؟

  وخلَّصه من يده، ثم أقبل على الأب يعزّيه ويسكَّن منه، فقال له الأب: يا أخي لا تلمه، واعلم أنه ابني حقّا. واللَّه لقد خنقت أبي في هذا الموضع الَّذي خنقني فيه. فانصرف عنه الرجل وهو يضحك.


(١) دسر: طعن.

(٢) كذا في ج: وفي ب، س: «الرياح»، تحريف.

(٣) كذا في ب، س. وفي ج: «عقوقهما معا».

(٤) في س، ب: «نتخايا»، تحريف.