كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

نسب ابن الخياط وأخباره

صفحة 217 - الجزء 20

  يشكو حاله إلى محمد بن سعيد فيأمر له بمعونة فيمدحه:

  أخبرني أحمد بن عبيد اللَّه بن عمار قال: حدّثني عليّ بن محمد بن سليمان النّوفليّ عن عمه عيسى قال:

  شكا عبد اللَّه بن يونس الخياط إلى محمد بن سعيد بن المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب حاله وضيقا قد ناله، فأمر له بدنانير وكسوة وتمر، فقال يمدحه:

  يا بن سعيد يا عقيد الندى ... يا بارع الفضل على المفضل

  حللت في الذّروة من هاشم ... وفي يفاع من بني نوفل

  فطاب في الفرعين هذا وذا ... ما اعتمّ من منصبك الأطول

  قد قلت للدهر وقد نالني ... بالناب والمخلب والكلكل

  / قد عذت من ضرّك مستعصما ... بهاشميّ ماجد نوفلي

  فقال لي أهلا وسهلا معا ... فزت ولم يمنع ولم يبخل

  الدهر شقّان فشقّ له ... لين وشقّ خشن المنزل

  وأخشن الشقّين عنّي نفي ... وشقّه الألين ما عاش لي

  فقل لهذا الدهر ما عاش لا ... تبق ولا ترع ولا تأتلي

  يأخذه والى الحجاز بالصلاة فيحاول أن يعفيه منها:

  أخبرني محمد بن مزيد قال: حدثنا الزبير بن بكار قال:

  أخذ أبي - لما ولي الحجاز / عبد اللَّه بن يونس الخيّاط - بأن يصلي الصلوات الخمس مع الجماعة في مسجد رسول اللَّه ، فجاءني هو ومحمد بن الضحاك وجعفر بن الحسين اللَّهبيّ، فوقف بين يديّ، ثم أنشدني:

  قل للأمير يا كريم الجنس ... يا خير من بالغور أو بالجلس⁣(⁣١)

  وعدّتي لولدي ونفسي ... شغلتني بالصلوات الخمس

  فقلت له: ويلك! أتريد أن أستعفيه لك من الصلاة؟ واللَّه ما يعفيك، وإن ذلك ليبعثه على اللَّجاج في أمرك، ثم يضرك عنده. فمضى وقال: نصبر إذن حتى يفرج اللَّه تعالى.

  شعره في صديق كان يدعوه ليشرب معه:

  أخبرني محمد قال حدثنا الزبير بن بكَّار قال حدثنا يونس بن الخياط قال:

  كان لأبي صديق، وكان يدعوه ليشرب معه، فإذا سكر خلع عليه قميصه، فإذا⁣(⁣٢) صحا من غد بعث إليه فأخذه منه فقال أبي فيه:


(١) الجلس: بلاد نجد، أو الغليظ من الأرض.

(٢) في ج: «وإذا».