كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار علي بن جبلة

صفحة 224 - الجزء 20

  /

  وهو على إرهاقه وطيّه ... يقصر⁣(⁣١) عنه المحزمان⁣(⁣٢) واللَّبب⁣(⁣٣)

  تقول فيه حنب⁣(⁣٤) إذا انثنى ... وهو كمتن القدح ما فيه حنب

  يخطو على عوج تناهبن⁣(⁣٥) الثرى ... لم يتواكل عن شظى⁣(⁣٦) ولا عصب

  تحسبها ناتئة إذا خطت ... كأنها واطئة على الرّكب

  شتا وقاظ برهتيه عندنا ... لم يؤت من برّ⁣(⁣٧) به ولا حدب

  يصان عصري حرّه وقرّه ... وتقصر الخور⁣(⁣٨) عليه بالحلب⁣(⁣٩)

  حتى إذا تمّت له أعضاؤه ... لم تنحبس واحدة على عتب⁣(⁣١٠)

  رمنا به الصيد فرادينا⁣(⁣١١) به ... أوابد الوحش فأجدى واكتسب

  مجذّم⁣(⁣١٢) الجرى يبارى ظلَّه ... ويعرق الأحقب⁣(⁣١٣) في شوط الخبب⁣(⁣١٤)

  إذا تظنينا⁣(⁣١٥) به صدقنا ... وإن تظني فوته العير كذب

  / لا يبلغ الجهد به راكبه ... ويبلغ الريح به حيث طلب

  ثم انقضى ذاك كأن لم يعنه ... وكلّ بقيا فإلى يوم عطب

  وخلف الدهر على أبنائه ... بالقدح⁣(⁣١٦) فيهم وارتجاع ما وهب

  فحمّل الدهر ابن عيسى قاسما ... ينهض به أبلج فرّاج الكرب

  كرونق السيف انبلاجا بالندى ... وكغراريه على أهل الرّيب

  ما وسنت عين رأت طلعته ... فاستيقظت بنوبة من النّوب

  لولا ابن عيسى القرم كنّا هملا ... لم يؤتثل مجد ولم يرع حسب


(١) كذا في ب، س. وفي أ، ج: «يقصر».

(٢) المحزم: الحزام.

(٣) اللبب: ما يشد في صدر الدابة ليمنع استئخار الرحل.

(٤) كذا في أ، ج، مد. والحنب: أحد يداب في صلب الفرس. وفي ب، س: «خبب»، تحريف.

(٥) في معظم النسخ: «تناهين»، تحريف.

(٦) الشظى: انشقاق العصب.

(٧) كذا بالأصول، ولعلها تحريف: تر، بفتح فتشديد، بمعنى سرعة الركض، أو امتلاء الجسم، أو اعتدال الأعضاء.

(٨) الخور: جمع خيرة، وهي الخيرة من الإبل.

(٩) الحلب: اللبن.

(١٠) العتب: الظلع، والمشي على ثلاث قوائم من العقر.

(١١) رادينا: طلبنا مسابقين، وأصل الرديان أن يرجم الفرس الأرض بحوافره.

(١٢) كذا في ب، س. ومعناه مسرع. وفي أ: «محتدم».

(١٣) الأحقب: الحمار الوحش الَّذي في بطنه أو خصره بياض.

(١٤) الخبب: نوع من العدو، والسرعة.

(١٥) تظنينا: أعملنا الظن.

(١٦) بالقدح: بالإصابة ملجم. وأصل القدح: الصدع في العود، والأكال في الشجر والأسنان.