كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار علي بن جبلة

صفحة 230 - الجزء 20

  أبو دلف الخيرات أنداهم يدا ... وأبسط معروفا وأكرم محتدا

  تراث أبيه عن أبيه وجدّه ... وكلّ امرئ يجري على ما تعودا

  ولست بشاك غيره لنقيصة ... ولكنما الممدوح من كان أمجدا

  يصف قصر حميد الطوسي ويمدحه:

  قال مؤلف هذا الكتاب⁣(⁣١): والأبيات الَّتي فيها الغناء المذكورة بذكرها أخبار أبي الحسن عليّ بن جبلة من قصيدة له مدح بها حميدا الطوسيّ، ووصف قصره على دجلة وقال فيها بعد الأبيات الَّتي فيها الغناء:

  ليس لي ذنب سوى أنّ ... ي أسميك خليلا⁣(⁣٢)

  وأناديك عزيزا ... وتناديني ذليلا

  أنا أهواك وحالي ... ك صروما ووصولا

  ثق بودّ ليس يفنى ... وبعهد لن يحولا

  جعل اللَّه حميدا ... لبني الدنيا كفيلا

  ملك لم يجعل اللَّه ... له فيهم عديلا

  فأقاموا في ذراه ... مطمئنين حلولا

  لا ترى فيهم مقلَّا ... يسأل المثرى فضولا

  جاد بالأموال حتى ... علَّم الجود البخيلا

  / وبني الفخر على الفخ ... ر بناء مستطيلا

  صار للخائف أمنا ... وعلى الجود دليلا

  يرثي حميدا الطوسي:

  ولما مات حميد الطوسيّ رثاه بقصيدته العينية المشهورة، وهي من نادر الشعر وبديعه، وفي أولها غناء من الثقيل الأول، يقال: إنه لأبي العبيس، ويقال: إنه للقاسم ابن زرزور:

  أللدهر تبكي أم على الدهر تجزع؟ ... وما صاحب الأيام إلا مفجّع

  ولو سهّلت عنك الأسا كان في الأسا ... عزاء معزّ للبيب ومقنع

  تعزّ بما عزّيت غيرك إنها ... سهام المنايا حائمات ووقّع

  أصبنا بيوم في حميد لو أنه ... أصاب عروش الدهر ظلت تضعضع

  وأدّبنا ما أدب الناس قبلنا ... ولكنه لم يبق للصبر موضع


(١) ف: «قال الأصبهاني».

(٢) كذا في ب، ح، س. في أ، م، ف: «جليلا».