كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

نسب ابن أبي عيينة وأخباره

صفحة 265 - الجزء 20

  يقرأ كتاب المثالب على عبد الملك، فيأمر بإحراقه:

  أخبرني حبيب بن نصر قال: أخبرني عمر بن شبّة قال: حدّثني محمد بن يحيى أبو عثمان عن أبيه قال:

  دخل بعض النّاس على عبد الملك بن مروان فقال له: هل عندك كتاب زياد في المثالب؟ فتلكَّأ، فقال له:

  لا بأس عليك، وبحقّي إلَّا جئتني به. فمضى فجاء به، فقال له: اقرأ عليّ، فقرأه وجعل عبد الملك يتغيّظ ويعجب ممّا فيه من الأباطيل، ثم تمثّل قول الشاعر:

  وأجرأ من رأيت يظهر غيب ... على عيّب الرّجال أولو العيوب

  ثم أمر بالكتاب فأحرق⁣(⁣١).

  رجع الخبر إلى سياقه أخبار ابن أبي عيينة

  أنفد أكثر شعره في هجاء ابن عمه «خالد»:

  وهو شاعر مطبوع ظريف غزل هجّاء. وأنفد أكثر أشعاره في هجاء ابن عمّه خالد. وأخبارهما تذكر على أثر هذا الكلام وما يصلح⁣(⁣٢) تصدير أخباره به. وكان من شعراء الدولة العباسية من ساكني البصرة.

  حدّثني عمّي والصوليّ قالا: حدثنا أحمد بن يزيد المهلبيّ قال: حدّثني أبي قال: أبو عيينة اسمه كنيته، وهو ابن محمد بن أبي عيينة بن المهلَّب بن أبي صفرة.

  كان أبوه يتولى الري للمنصور:

  وأخبرني محمد بن عمران الصّيرفيّ قال: حدّثني العنزي قال: حدّثني أبو خالد الأسلميّ قال:

  أبو عيينة الشاعر هو أبو عيينة بن المنجاب بن أبي عيينة بن المهلَّب، وكان محمد بن أبي عيينة أبو أبى عيينة الشاعر يتولى الرّيّ لأبي جعفر المنصور، ثم قبض عليه وحبسه وغرّمه.

  حبس المنصور أباه:

  وأخبرني محمد بن خلف بن المرزبان قال: حدّثني يزيد بن محمد المهلَّبيّ قال:

  قال وهب بن جرير: رأيت في منامي كأن قائلا يقول لي:

  ما يلقى⁣(⁣٣) أبو حرب ... تعالى اللَّه من كرب

  فلم ألبث أن أخذ المنصور أما حرب محمّد بن أبي عيينة المهلبيّ فحبسه، وكان ولاه الرّي فأقام بها سنين.

  كان يحب امرأة نبيلة ويكنى عنها خوف أهلها:

  أخبرني عيسى بن الحسين الورّاق ومحمد بن يحيى الصوليّ وعمّي قالوا: حدثنا الحزنبل الأصبهانيّ قال:

  حدّثني الفيض بن مخلَّد مولى أبي عيينة بن المهلَّب قال:


(١) هنا تنّهي التكملة الَّتي بدأت في ص ٧٥.

(٢) في م، أ: «يصلح منه».

(٣) كذا في النسخ.