نسب ابن أبي عيينة وأخباره
  فيا طيب طعم العيش إذ هي جارة ... وإذ نفسها وإذ أهلها أهلي
  وإذ هي لا تعتلّ عني برقبة ... ولا خوف عين من وشاة ولا بعل
  فقد عفت الآثار بيني وبينها ... وقد أوحشت مني إلى دارها سبلي
  ولما بلوت الحبّ بعد فراقها ... قضيت على أم المحبين بالثّكل
  / وأصبحت معزولا وقد كنت واليا ... وشتان ما بين الولاية والعزل
  من شعره فيها، وقد وصف فيه قصرا:
  صوت
  ومما قاله فيها وفيه غناء:
  ألا في سبيل اللَّه ما حلّ بي منك ... وصبرك عني حين لا صبر لي عنك
  وتركك جسمي بعد أخذك مهجتي ... ضئيلا كان من قبل ذا تركي
  فهل حاكم في الحب يحكم بيننا ... فيأخذ لي حقي وينصفني منك
  لسليم في هذه الأبيات هزج مطلق في مجرى الوسطى، وفي هذه القصيدة يقول يصف قصرا كانوا فيه، وهي من عجيب شعره:
  لقد كنت يوم القصر مما ظننت بي ... بريئا(١) كما أني بريء من الشّرك
  يذكَّرني الفردوس طورا فأرعوي ... وطورا يواتيني إلى القصف والفتك
  بغرس كأبكار الجواري وتربة ... كأن ثراها ماء ورد على مسك
  وسرب من الغزلان يرتعن حوله ... كما استلّ منظوم من الدّر من سلك
  وورقاء تحكى الموصليّ إذا غدت ... بتغريدها أحبب بها وبمن تحكي
  فيا طيب ذاك القصر قصرا ومنزلا ... بأفيح سهل غير وعر ولا ضنك
  كأن قصور القوم ينظرن حوله ... إلى ملك موف على منبر الملك
  / يدلّ عليها مستطيلا(٢) بظله ... فيضحك منها وهي مطرقة تبكي
  يعده الفضل بن الربيع أشعر زمانه:
  أخبرني أحمد بن عبيد اللَّه بن عمار قال: حدّثني عليّ بن عمرو الأنصاريّ، قال: سمعت الأصمعي يذكر أن الفضل بن الربيع قال لجلسائه:
  / من أشعر أهل عصرنا؟ فقالوا فأكثروا، فقال الفضل بن الربيع: أشعر أهل زماننا الَّذي يقول في قصر
(١) في مد: «بريا».
(٢) كذا في م، أ. وفي س، ب: «مستظلا بظلها».