نسب ابن أبي عيينة وأخباره
  وقد علمنا أن لست تصحبنا ... لفاقة فيك لا ولا عدم
  إلا لحقّ وحرمة وعلى ... مثلك رعي الحقوق والحرم
  أنت امرء لا تزول عن كرم ... إلا إلى مثله من الكرم
  وأنت من أسرة جحاجحة ... فازوا بحسن الفعال والشّيم
  فما ترم من جسيم منزلة ... فالحكم فيه إليك فاحتكم
  إن كنت مستقيا سماحتنا ... منّا تجدك اليدان بالدّيم
  أو ترم في بحرنا بدلوك لا ... نعدمك ملئا لها إلى الوذم
  إنا أناس لنا صنائعنا ... في العرب معروفة وفي العجم
  مغتنمو كسب كلّ محمدة ... والكسب للحمد غير مغتنم
  فاحتكم عليه أبو عيينة في عزل إسماعيل بن جعفر عن البصرة، فعزله عنها وأمر له بمائة ألف / درهم.
  شعره في والي البصرة بعد عزله:
  فقال أبو عيينة في عزله(١) إسماعيل بن جعفر عن إمارة البصرة:
  لا تعدم العزل يا أبا الحسن ... ولا هزالا في دولة السّمن
  ولا انتقالا من دار عافية ... إلى ديار البلاء والمحن
  / أنا الَّذي إن كفرت نعمته ... أذاب ما في جنبيك من عكن(٢)
  يهجو نزارا، فيرد عليه ابن زعبل:
  حدّثني عيسى بن الحسين قال: حدّثني محمد بن عبد اللَّه الحزنبل الأصبهانيّ قال:
  كان ابن أبي عيينة قد هجا نزارا بقصيدة له مشهورة، وفضّل عليها قحطان، فقال ابن زعبل يهجوه ويرد عليه، واسمه عمرو بن زعبل:
  بنيّ أبي عيينة ما ... نطقت به من اللَّغط؟
  على ما أنت ملتحف ... من الأوجاع في الوسط
  لما في الدّبر من نغل ... وما في العرض من سقط
  أتتنا الخمس والمائتا ... ن بالنّعماء والغبط
  أمير من هلال مس ... تطيل الباع منبسط
  شريف ليس بالمدخو ... ل في عرض ولا رهط
  أظنك من يديه وا ... قعا لا شك في ورط
(١) م، أ: «أبو عيينة يذكر عزله».
(٢) العكن: جمع عكنة، وهي ما انطوى وتشنى من لحم البطن سمنا.