كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

نسب ابن أبي عيينة وأخباره

صفحة 281 - الجزء 20

  يشبب بوهبة ثم يعدل إلى دنيا:

  حدّثني عمي قال: حدّثني أحمد بن يزيد المهلبيّ؛ قال: حدّثني أبي قال:

  كان ابن أبي عيينة يشبّب بوهبة جارية القروي، وهي الَّتي يقول فيها فروج⁣(⁣١) الزنى قوله:

  يا وهب لم يبق لي شيء أسر به ... إلا الجلوس فتسقيني وأسقيك

  ثم عدل عن التشبيب بها إلى دنيا، وذكرهما جميعا في شعره فقال:

  أرسلت وهبة لما رأتني ... بعد سقم من هواها مفيقا:

  أتغيّرت كأن لم تكن لي ... قبل أن تعرف دنيا صديقا

  قد لعمري كان ذاك ولكن ... قطعت دنيا عليك الطريقا

  شعر له يدل على أنه كان يكنى بدنيا عن فاطمة:

  أخبرني عمي قال: حدّثني أحمد بن يزيد عن أبيه قال:

  لما ولي عمر بن حفص هزار⁣(⁣٢) مرد البصرة - قال ابن أبي عيينة في ذلك وفي دنيا يكنى بها عن فاطمة بنت عمر بن حفص صاحبته:

  هنيئا لدنيا هنيئا لها ... قدوم أبيها على البصرة

  على أنها أظهرت نخوة ... وقالت لي الملك والقدرة

  فيا نور عيني كذا عاجلا ... عليّ تطاولت بالإمره

  قال: وهذا دليل على أنه كان يكنى عن فاطمة بدنيا، لا أنه كان يهوى جاريتها دنيا.

  / قال أحمد بن يزيد: وفيها يقول أيضا:

  يا حسنها يوم قالت لي مودّعة ... لا تنس ما قلت، من فيها إلى أذني

  كأنني لم أصل دنيا علانية ... ولم أزر أهل دنيا زورة الختن

  جسمي معي غير أن الرّوح عندكم ... فالرّوح في وطن والجسم في وطن

  فليعجب الناس مني أنّ لي جسدا ... لا روح فيه ولي⁣(⁣٣) روح بلا بدن

  وفي هذه الأبيات هزج طنبوريّ محدث.

  يرثي أخاه داود وقد مات في طريقه إليه:

  أخبرني عمي قال: حدّثني أحمد بن يزيد عن أبيه قال:


(١) ذكر في «الأغاني» (١٣: ١٢٦) باسم فروخ الطالحي. وفي «معجم الشعراء»: ٥٠٤ باسم فروخ الطلحي المدني. قال: ويقال فرخ الزني.

(٢) هزار مرد: كلمة فارسية معناها ألف رجل.

(٣) كذا في ب، م، أ، مد. وفي س: «ولا روح» تحريف.