كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار دعبل بن علي ونسبه

صفحة 302 - الجزء 20

  قال دعبل بن عليّ يرثي ابن عم له من خزاعة نعي إليه، قال محمد بن يزيد: ولقد أحسن فيها ما شاء:

  كانت خزاعة ملء الأرض ما اتسعت ... فقصّ مرّ الليالي من حواشيها

  هذا أبو القاسم الثاوي ببلقعة ... تسقي الرياح عليه من سواقيها

  هبّت وقد علمت أن لا هيوب به ... وقد تكون حسيرا إذ يباريها

  أضحى قرّى للمنايا إذ نزلن به ... وكان في سالف الأيام يقربها

  حدّثني الحسن بن مهرويه عن أبيه، فذكر أن المنعيّ إلى دعبل أبو القاسم / المطَّلب بن عبد اللَّه بن مالك، وأنه نعي إلى دعبل، وكان هو بالجبل، فرثاه بهذه الأبيات.

  يتوعده إسماعيل بن جعفر، فيعيره بالهرب من زيد بن موسى:

  أخبرني الأخفش قال: حدّثنا محمد بن يزيد، قال:

  بلغ إسماعيل بن جعفر بن سليمان أن / دعبلا هجاه، فتوعده بالمكروه وشتمه، وكان إسماعيل بن جعفر على الأهواز، فهرب من زيد بن موسى بن جعفر بن محمد لما ظهر وبيّض في أيام أبي السرايا، فقال دعبل بن علي يعيّر إسماعيل بذلك:

  لقد خلَّف الأهواز من خلف ظهره ... يريد⁣(⁣١) وراء الزاب⁣(⁣٢) من أرض كسكر⁣(⁣٣)

  يهوّل إسماعيل بالبيض والقنا ... وقد فرّ من زيد بن موسى بن جعفر

  وعاينته في يوم خلَّى حريمه ... فيا قبحها منه ويا حسن منظر

  كان يتشطر بالكوفة وهرب منها بعد ما قتل صيرفيا:

  أخبرني الحسن بن عليّ قال حدّثنا ابن مهرويه قال حدّثني ابن الأعرابيّ عن أبي خالد الأسلميّ قال:

  كان دعبل بن عليّ الخزاعيّ بالكوفة يتشطر وهو شابّ، وكانت له شعرة⁣(⁣٤) جعدة، وكان يدهنها ويرجّلها حتى تكاد تقطر دهنا، وكان يصلت⁣(⁣٥) على الناس بالليل، فقتل رجلا صيرفيا، وظن أن كيسه معه، فوجد في كمه رمّانا، فهرب من الكوفة، وكنت إذا رأيت دعبلا يمشي رأيت الشطارة في مشيته وتبختره.

  يتطير من عمير الكاتب فيهجوه:

  أخبرني الحسن قال: حدّثنا ابن مهرويه قال: حدّثني الحسن بن أبي السّريّ قال:

  كان عمير الكاتب أقبح الناس وجها، فلقي دعبلا يوما بكرة وقد خرج لحاجة له، فلما رآه دعبل تطيّر من لقائه، فقال فيه:

  خرجت مبكرا من سرّ من را ... أبادر حاجة فإذا عمير


(١) س، ب: «يزيد»، تحريف.

(٢) الزاب: اسم لعدة أنهر، منها نهر بين سوراء وواسط، وآخر بقربه.

(٣) كسكر: كورة تشمل البصرة ونواحيها.

(٤) الشعرة: واحدة الشعر، وقد يكنى بها عنه.

(٥) أصلت السيف: جرّده.