كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار دعبل بن علي ونسبه

صفحة 303 - الجزء 20

  فلم أثن العنان وقلت أمضي ... فوجهك⁣(⁣١) يا عمير خزا وخير

  يهدد عبد الرحمن بن خاقان لأنه بعث إليه برذونا يظلع:

  أخبرني الحسن قال حدثنا ابن مهرويه قال: حدّثني الحسن بن أبي السّرميّ قال حدّثني دعبل قال:

  مدحت عبد الرحمن بن خاقان، وطلبت منه برذونا، فبعث إلى⁣(⁣٢) ببرذون غامز، فكتبت إليه:

  حملت على قارح⁣(⁣٣) غامز⁣(⁣٤) ... فلا للركوب ولا للثمن

  حملت على زمن ظالع ... فسوف تكافا بشكر⁣(⁣٥) زمن

  فبعث إليّ ببرذون غيره فاره بسرجه ولجامه، وألفي درهم.

  قال ابن مهرويه وحدّثني إسحاق بن إبراهيم العكبريّ عن دعبل أنه مدح يحيى بن خاقان، فبعث إليه بهذا البرذون.

  يهجو خريجه الفضل بن العباس لأنه عابه:

  أخبرني الحسن قال: حدثنا ابن مهرويه قال: قال الحسين بن دعبل: كان أبي يختلف إلى الفضل بن العباس بن جعفر بن محمد بن الأشعث، وهو خرّجه وفهمّه وأدّبه، فظهر له منه جفاء، وبلغه أنه يعيبه ويذكره، وينال منه، فقال يهجوه:

  /

  يا بؤس للفضل لو لم يأت ما عابه ... يستفرغ⁣(⁣٦) السم من صماء⁣(⁣٧) قرضابه⁣(⁣٨)

  ما إن يزال وفيه العيب يجمعه ... جهلا لأعراض أهل المجد⁣(⁣٩) عيّابه

  إن عابني لم يعب إلَّا مؤدّبه ... ونفسه عاب لما عاب أدّابه

  فكان كالكلب ضرّاه مكلَّبه ... لصيده فعدا فاصطاد كلَّابه

  يهجو ابن أبي دواد لأنه كان يطعن عليه:

  أخبرني الحسن قال: حدثنا ابن مهرويه قال: حدّثني أبو جعفر العجليّ قال:

  كان أحمد بن دواد يطعن على دعبل بحضرة المأمون والمعتصم، ويسبه تقربا إليهما لهجاء دعبل إياهما، وتزوج أبي ابن دواد امرأتين من بني عجل في سنة واحدة، فلما بلغ ذلك دعبلا قال / يهجوه:


(١) ب. م، أ: «لأنك يا عمير».

(٢) م، أ: «فحمله إلى غامزا». س، ب: «غامزا»، تحريف.

(٣) القارح: الَّذي شق نابه وطلع من ذي الحافر.

(٤) غامز: يغمز في مشيه. م، أ: «شاعرا».

(٥) في م، أ: «بشعر».

(٦) في م، أ: «يستغزر»، يعطي شيئا ليرد عليه أكثر مما أعطى.

(٧) الصماء: الداهية.

(٨) القرضابه: الَّذي لا يدع شيئا إلَّا أكله.

(٩) في م، أ: «الأرض».