أخبار دعبل بن علي ونسبه
  غصبت عجلا على فرجين في سنة ... أفسدتهم ثم ما أصلحت من نسبك
  ولو خطبت إلى طوق وأسرته ... فزوجوك لما زادوك في حسبك
  نك من هويت ونل ما شئت من نشب(١) ... أنت ابن زرياب(٢) منسوبا إلى نشبك
  إن كان قوم أراد اللَّه خزيهم ... فزوجوك ارتغابا منك في ذهبك
  فذاك يوجب أن النبع(٣) تجمعه ... إلى خلافك(٤) في العيدان أو غربك(٥)
  / ولو سكتّ ولم تخطب إلى عرب ... لما نبشت(٦) الَّذي تطويه من سببك
  عدّ البيوت الَّتي ترضى بخطبتها ... تجد فزارة العكليّ من عربك
  قال: فلقيه فزارة العكليّ، فقال له: يا أبا عليّ، ما حملك على ذكرى حتى فضحتني، وأنا صديقك؟ قال: يا أخي واللَّه ما اعتمدتك بمكروه، ولكن كذا جاءني الشعر لبلاء صبه اللَّه ø عليك لم أعتمدك به.
  يهجو جارية عبثت به في مجلس:
  أخبرني جعفر بن قدامة قال: حدّثني هارون بن محمد بن عبد الملك الزيات قال: حدّثني أبو خالد الأسلميّ الكوفيّ قال:
  اجتمعت مع دعبل في منزل بعض أصحابنا، وكانت عنده جارية مغنّية صفراء مليحة حسنة الغناء، فوقع لها العبث بدعبل والعنت والأذى له، ونهيناها عنه، فما انتهت، فأقبل علينا فقال: اسمعوا ما قلت في هذه الفاجرة، فقلنا: هات، فقد نهيناها عنك، فلم تنته، فقال:
  تخضب كفّا قطعت من زندها ... فتخضب الحّناء من مسودّها
  كأنها والكحل في مرودها ... تكحل عينيها ببعض جلدها ... أشبه شيء أستها بخدّها
  قال: فجلست الجارية تبكي، وصارت فضيحة، واشتهرت بالأبيات، فما انتفعت بنفسها بعد ذلك.
  يحبسه العلاء بن منظور ويضربه في جناية بالكوفة فيخرج منها:
  أخبرني جعفر بن قدامة قال: حدّثني هارون قال: حدّثني أبي وخالد قالا:
  كان دعبل قد جنى جناية بالكوفة وهو غلام، فأخذه العلاء بن منظور الأسديّ، وكان على شرطة الكوفة من قبل موسى بن عيسى، فحبسه، فكلمه في عمّه سليمان بن / رزين، فقال: أضربه أنا خير من أن يأخذه غريب فيقطع يده، فلعله أن يتأدب بضربي إياه، ثم ضربه ثلاثمائة سوط، فخرج من الكوفة، فلم يدخلها بعد ذلك إلَّا عزيزا.
(١) كذا في م، أ. س، ب: «نسب، نسبك»، وكل تحريف.
(٢) لعله علي بن نافع المغني مولى المهدي. وكان أسود اللون فصيح اللسان.
(٣) النبع: شجر للقسي والسهام، ينبت في قلة الجبل.
(٤) الخلاف: شجر يشبه الصفصاف.
(٥) الغرب: نوع من الشجر.
(٦) س، ب: «نشبت»، تحريف.