كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار السري ونسبه

صفحة 349 - الجزء 20

  / الغناء في هذين البيتين هو لعبد اللَّه بن العباس الرّبيعي، خفيف رمل بالبنصر عن عمرو بن بانة.

  التمثل بشعره في طلب الشراب:

  أخبرني أبو الحسن الأسديّ قال: حدّثني سليمان بن أبي شيخ قال: حدّثني مصعب بن عبد اللَّه الزبيريّ قال:

  حدّثني مصعب بن عثمان قال: حدّثني عبيد اللَّه بن عروة بن الزّبير قال:

  / خرجت وأنا غلام أدور في السكك بالمدينة فانتهيت إلى فناء مرشوش وشابّ جميل الوجه جالس، فلما رآني دعائي، ثم قال لي: من أنت يا غلام؟ فقلت عبيد اللَّه بن عروة بن الزبير. فقال: اجلس، فجلست، فدعا بالغداء فتغدّينا جميعا، ثم قال: يا جارية؛ فأقبلت جارية تتهادى كأنها مهاة، وفي يدها قنينيّة فيها شراب صاف وقلة ماء وكأس، فقال لها: اسقيني؛ فصبّت في الكأس وسكبت عليه ماء وناولته، فشرب ثم قال: اسقيه، فصبّت في الكأس وسكبت عليه ماء وناولته، فشرب ثم قال: اسقيه، فصبّت في الكأس وسكبت عليه ماء وناولتني. فلما وجدت رائحته بكيت، فقال: ما يبكيك يا بن أخي؟ فقلت: إنّ أهلي إن وجدوا رائحة هذا مني ضربوني، فأقبل على الجارية بوجهه، وقال لها يخاطبها:

  ألا سقّني كأسي ودع عنك من أبي ... وروّ عظاما قصرهن إلى بلى

  فأخذته من يدي وأعطته؛ فشربه، وقمت فلما جاوزته سألت عنه فقيل لي: هذا خالد بن أبي أيوب الأنصاري الَّذي يقول فيه الشاعر:

  إذا أنت نادمت العتير وذا النّدى ... جبيرا ونازعت الزجاجة خالدا

  أمنت بإذن اللَّه أن تقرع العصا ... وأن يوقظوا من سكرة النوم راقدا

  وصرت بحمد اللَّه في خير عصبة ... حسان النّدامى لا تخاف العرابدا⁣(⁣١)

  يأبي ابن الماجشون دخول مجلس حتى يخرجه أصحابه فيخرجوه:

  أخبرنا وكيع قال: حدثنا محمد بن عليّ بن حمزة قال: حدّثني أبو غسان عن محمد بن يحيى بن عبد الحميد قال:

  كان السريّ بن عبد الرحمن يختلف إلى فتية، فجاء ابن الماجشون فقال: لا أدخل حتى يخرج السريّ؛ فأخرجته فقال السري:

  /

  قبّح اللَّه أهل بيت بسلع⁣(⁣٢) ... أخرجوني وأدخلوا الماجشونا

  أدخلوا هرة تلاعب قردا ... ما نراهم يرون ما يصنعونا

  شعر له في أمة وبنتها:

  أخبرني الحسن قال: حدثنا أحمد بن زهير قال حدّثني مصعب قال:

  أنشدني أبي للسّريّ بن عبد الرحمن في أمة الحميد بنت عبد اللَّه بن عباس وفي ابنتها أمة الواحد:


(١) العرابد: جمع عربد كزبرج، وهو من يؤذي نديمه في سكر.

(٢) سلع: موضع قرب المدينة، أو جبل بها.