أخبار المخبل القيسي ونسبه
  ولا لاهيا يوما إلى الليل كلَّه ... ببيض لطيفات الخصور رواني(١)؟
  يمنّيننا حتى تريع(٢) قلوبنا ... ويخلطن مطلا ظاهرا بليان
  فعينيّ يا عينيّ حتّام أنتما ... بهجران أمّ العمرو وتختلجان؟
  أما أنتما إلَّا عليّ طليعة ... على قرب أعدائي كما تريان
  / فلو أنّ أم العمرو أضحت مقيمة ... بمصر وجثماني بشحر(٣) عمان
  إذا لرجوت اللَّه يجمع شملنا ... فإنّا على ما كان ملتقيان(٤)
  نسبة ما في هذا الخبر من الغناء
  صوت
  اختلاف الرواة في نسبة صوت من شعره:
  من الناس إنسانان ديني عليهما ... مليئان لو شاءا لقد قضياني
  خليليّ أما أمّ عمرو فمنهما ... وأما عن الأخرى فلا تسلاني
  عروضه من الطويل، الشعر - على ما في هذا الخبر - لكعب المذكورة قصته، وروى المفضل بن سلمة وأبو طالب بن أبي طاهر هذين البيتين مع غيرهما لابن الدّمينة الخثعميّ. والغناء لإبراهيم الموصلي، خفيف رمل بالوسطى، ذكره أبو العبيس عنه، وذكر ابن المكي أنه لعلَّويه. والأبيات الَّتي ذكرنا أن المفضل بن سلمة وابن أبي طاهر روياها لابن الدّمينة مع البيتين اللذين فيهما الغناء هي:
  من الناس إنسانان ديني عليهما ... مليئان لو شاءا لقد قضياني
  خليليّ أمّا أمّ عمرو فمنهما ... وأما عن الأخرى فلا تسلاني
  منوعان ظلَّامان ما ينصفانني ... بدليهما والحسن قد خلباني
  من البيض نجلاء العيون غذاهما ... نعيم وعيش ضارب بجران(٥)
  أفي كلّ يوم أنت رام بلادها ... بعينين إنسانا هما غرقان؟
  / إذا غرورقت عيناي قال صحابتي ... لقد أولعت عيناك بالهملان
  وقد روي أيضا أن هذا البيت:
  أفي كلّ يوم أنت رام بلادها
(١) الرواني، جمع الرانية: الطروب اللاهية مع شغل قلب وغلبه هوى.
(٢) تريع: تفزع.
(٣) الشحر، بفتح أو كسر فسكون: صقع على ساحل بحر الهند من ناحية اليمن. قال الأصمعي: هو بين عدن وعمان. (معجم ياقوت، والقاموس).
(٤) كذا في هد، وفي ب، س: «ملتفتان».
(٥) الجران من البعير، بوزن كتاب: مقدم عنقه، وعيش ضارب بجران: مستقر ثابت.