أخبار خالد الكاتب
  لا والَّذي جعل الوجو ... هـ لحسن وجهك تمثل
  لا قلت إن الصبر عن ... ك من التصابي أجمل
  لجحظة في هذه الأبيات رمل مطلق بالوسطى.
  قال: فبكى إبراهيم وصاح: واي(١) عليك بإبراهيم، ثم أنشدته أبياتي الَّتي أقول فيها:
  وبكى العاذل من رحمتي ... فبكائي لبكا العاذل
  وقال إبراهيم: يا رشيق، كم معك من العين؟ قال: ستمائة وخمسون دينارا. قال: اقسمها بيني وبين الفتى، واجعل الكسر له صحيحا، فأعطاني ثلاثمائة وخمسين دينارا، فاشتريت بها منزلي بساباط(٢) الحسن والحسين، فواراني إلى يومي هذا.
  يستوهبه علي بن الجهم بيتا من شعره:
  حدّثني جحظة، قال: حدّثني خالد الكاتب قال: قال لي عليّ بن الجهم: هب لي(٣) بيتك الَّذي تقول فيه:
  ليت ما أصبح من رقّ ... ة خدّيك بقلبك
  فقلت: يا جاهل، هل رأيت أحدا يهب ولده.
  يتعاطي الهجاء:
  وقال أحمد بن إسماعيل الكاتب: لقيت خالدا الكاتب ذات يوم فسألته عن صديق له، وكان قد باعده ولم أعلم، فأنشأ يقول:
  ظعن الغريب لغيبة الأبد ... حتى المخافة نأتي البلد
  حيران يؤنسه ويكلؤه ... يوم توعّده بشرّ غد
  سنح الغراب له بأنكر ما ... تغدو النحوس به على أحد
  وابتاع أشأمه بأيمنه(٤) ... الجدّ العثور له يدا بيد
  حتى ينيخ بأرض مهلكة ... في حيث لم يولد ولم يلد
  جزعت حليلته عليه فما ... تخلو من الزفرات والكمد
  نزل الزمان بها فأهلكها ... منه وأهدى اليتم للولد
  ظفرت به الأيام فانحسرت ... عنه بناقرة(٥) ولم تكد
(١) كذا في ف: زاد ألفا بعد الواو، ورسم عليها سكونا، كأنه يصور مد الصوت بالكلمة حسين صاح بها إبراهيم. وفي «المختار»: «وي»، ومعناها في الموضعين: أعجب، وفي س: «واثي»، وهو تحريف.
(٢) في «المختار»: «بساباط». وفي «معجم البلدان»: ساباط كسرى بالمدائن: موضع معروف.
(٣) في «المختار»: «باللَّه هب لي».
(٤) كذا في ف، وفي ب، س: «أيمنه بأشأمه»، وهو تخليط.
(٥) الناقرة: الداهية.