كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار السليك بن السلكة ونسبه

صفحة 468 - الجزء 20

  رددت عليه نفسه فكأنما ... تلاقى عليه منسر⁣(⁣١) وسروب

  فما ذرّ قرن الشمس حتى أريته⁣(⁣٢) ... قصار⁣(⁣٣) المنايا والغبار يثوب⁣(⁣٤)

  وضاربت عنه القوم حتى كأنما ... يصعّد في آثارهم ويصوب⁣(⁣٥)

  وقلت له خذ هجمة⁣(⁣٦) حميريّة⁣(⁣٧) ... وأهلا ولا يبعد عليك شروب⁣(⁣٨)

  وليلة جابان⁣(⁣٩) كررت عليهم ... على ساعة⁣(⁣١٠) فيها الإياب حبيب

  عشية كرّت⁣(⁣١١) بالحراميّ ناقة ... بحيّ هلا تدعى به فتجيب

  فضاربت أولي الخيل حتى كأنما ... أميل عليها أيدع وصبيب

  الأيدع: دم الأخوين، والصبيب: الحناء.

  من أنباء قدرته على الاحتمال:

  قال أبو عبيدة: وبلغني أن السّليك بن السّلكة رأته طلائع جيش لبكر بن وائل، وكانوا جازوا منحدرين ليغيروا على بني تميم ولا يعلم بهم أحد، فقالوا: / إن علم السّليك بنا أنذر قومه، فبعثوا إليه فارسين على جوادين، فلمّا هايجاه خرج يمحص⁣(⁣١٢) كأنه ظبي، وطارداه سحابة يومه، ثم قالا: إذا كان الليل أعيا، ثم سقط أو قصر عن العدو، فنأخذه.

  فلما أصبحا وجدا⁣(⁣١٣) أثره قد عثر بأصل شجرة فنزعها⁣(⁣١٤)، فندرت قوسه فانحطمت، فوجدا⁣(⁣١٣) قصدة⁣(⁣١٥) منها قد ارتزّت⁣(⁣١٦) بالأرض، فقالا: ما له، أخزاه اللَّه؟ ما أشدّه! وهمّا بالرجوع، ثم قالا: لعل هذا كان من أول الليل ثم فتر، فتبعاه، فإذا أثره متفاج⁣(⁣١٧) قد بال⁣(⁣١٨) فرغا في الأرض وخدّها⁣(⁣١٨) فقالا: ما له قاتله اللَّه؟ ما أشدّ متنه!


(١) المنسر: قطعة من الجيش تمر قدام الجيش الكبير والسروب: جماعات الخيل.

(٢) كذا في ف. وفي ب، س: «رأيته».

(٣) كذا في ف. والقصار: الغاية. وفي ب، س: «مضاد»، وقد يكون محرفا عن مصاد كسحاب. ويراد به الغاية أيضا، وهو في الأصل: أعلى الجبل.

(٤) في ف: «والفؤاد يذوب».

(٥) يصوب: ينحدر.

(٦) الهجمة: جماعة من الإبل أولها أربعون.

(٧) كذا في أ، ف، م. وفي ب، س: «جبرية»، تحريف.

(٨) شروب: شراب.

(٩) جابان: مخلاف باليمن.

(١٠) كذا في أ، ف، م. وفي ب، س: «ساحة».

(١١) كذا في أ، م. وفي ب، س: «كدت».

(١٢) يمحص: يعدو.

(١٣ - ١٣) زيادة في ف على ما في س، ب.

(١٤) وردت هذه الكلمة محرفة في جميع النسخ.

(١٥) القصدة: القطعة مما يكسر.

(١٦) كذا في ج، ف. ومعناها: ثبتت. وفي ب، س: «ارتزنت»، تحريف.

(١٧) متفاج: متباعد ما بين رجليه وفي ج، «مفج»، من أفج بمعنى تفاج، الَّذي منه متفاج.

(١٨ - ١٨) زيادة في ج، ف. وفي ب، س: «قد بال في الأرض وجد، فقالا»، سقط وتحريف.