كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار السليك بن السلكة ونسبه

صفحة 469 - الجزء 20

  واللَّه لا نتبعه أبدا، فانصرفا. ونمى⁣(⁣١) إلى قومه وأنذرهم، فكذبوه لبعد الغاية، فأنشأ يقول:

  يكذّبني العمران عمرو بن جندب ... وعمرو بن سعد والمكذّب أكذب

  لعمرك ما ساعيت من سعى عاجز ... ولا أنا بالواني ففيم أكذّب⁣(⁣٢)؟

  ثكلتكما⁣(⁣٣) إن لم أكن قد رأيتها ... كراديس⁣(⁣٤) يهديها إلى الحي موكب

  / كراديس فيها الحوفزان وقومه ... فوارس همّام متى يدع يركبوا⁣(⁣٥)

  - يعني الحوفزان بن شريك الشيباني -⁣(⁣٦).

  تفاقدتم هل أنكرنّ مغيرة ... مع الصبح يهديهن أشقر مغرب⁣(⁣٧)؟

  تفاقدتم: يدعو عليهم بالتفاقد⁣(⁣٦).

  قال، وجاء الجيش فأغاروا على جمعهم.

  كان يقال له: سليك المقانب:

  قال: وكان يقال / للسّليك سليك المقانب، وقد قال في ذلك فرار الأسديّ - وكان قد وجد قوما يتحدثون إلى امرأته من بني عمها فعقرها بالسيف، فطلبه بنو عمها فهرب ولم يقدروا عليه - فقال في ذلك:

  لزوار ليلى منكم آل برثن ... على الهول أمضي من سليك المقانب

  يزورونها ولا أزور نساءهم ... ألهفى لأولاد الإماء الحواطب

  يلجأ إلى امرأة فتنقذه فيقول فيها شعرا:

  وقال أبو عبيدة: أغار السليك على بني عوار⁣(⁣٨) بطن من بني مالك بن ضبيعة، فلم يظفر منهم بفائدة، وأرادوا مساورته.

  فقال شيخ منهم: إنه إذا عدا لم يتعلق به، فدعوه حتى يرد الماء، فإذا شرب وثقل لم يستطع العدو، وظفرتم به. فأمهلوه حتى ورد الماء وشرب، ثم بادروه، فلما علم أنه مأخوذ خاتلهم⁣(⁣٩) وقصد لأدنى بيوتهم حتى ولج على امرأة منهم يقال لها: فكيهة، فاستجار بها، فمنعته، وجعلته تحت درعها، واخترطت السيف، وقامت دونه، فكاثروها فكشفت خمارها عن شعرها، وصاحت بإخوتها فجاؤها، ودفعوا عنه حتى نجا من القتل، فقال السّليك في ذلك:


(١) كذا في ف، أي حدث قومه بما كان. وفي ب، س: «تم»، تحريف.

(٢) هذا البيت زيادة من ف، هد.

(٣) كذا في أ، ب. وفي ف: «ثكلتهما». وفي س: «ثكتمان»، تحريف.

(٤) كراديس: جمع كردوسة، وهي القطعة العظيمة من الخيل.

(٥) كذا في أ، ف، م. وفي ب، ج، س: «يركب» تحريف.

(٦) - ٦) زيادة في أ.

(٧) المغرب: الَّذي يأتي الغرب، والَّذي يجري فرسه إلى أن يموت.

(٨) ف: «عوارة».

(٩) كذا في أ، ف. وفي ب، س: «جاملهم».