كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار السليك بن السلكة ونسبه

صفحة 470 - الجزء 20

  /

  لعمر أبيك والأنباء تنمى ... لنعم الجار أخت بني عوارا⁣(⁣١)

  من الخفرات لم تفضح أباها⁣(⁣٢) ... ولم ترفع لإخوتها شنارا

  كأن مجامع الأرادف منها ... نقا درجت عليه الريح هارا

  يعاف وصال ذات البذل قلبي ... ويتّبع الممنّعة النّوارا

  وما عجزت فكيهة يوم قامت ... بنصل السيف واستلبوا الخمارا

  يأخذ رجلا من كنانة ثم يطلقه فيجزلون له العطاء:

  أخبرني الأخفش عن السكَّريّ عن أبي حاتم عن الأصمعيّ أن السليك أخذ رجلا من بني كنانة بن تيم بن أسامة بن مالك بن بكر بن حبيب بن غنم بن تغلب يقال له: النعمان بن عقفان، ثم أطلقه وقال:

  سمعت بجمعهم فرضخت⁣(⁣٣) فيهم ... بنعمان بن عقفان بن عمرو

  فإن تكفر فإني لا أبالي ... وإن تشكر فإني لست أدري

  قال: ثم قدم بعد ذلك على بني كنانة وهو شيخ كبير، وهم بماء لهم يقال له: قباقب، خلف البشر، فأتاه نعمان بابنيه الحكم وعثمان - وهما سيدا بني كنانة - ونائلة ابنته، فقال: هذان وهذه لك، وما أملك غيرهم، فقالوا:

  صدق، فقال: قد شكرت لك وقد رددتهم عليك.

  يسبق في العدو جمعا من الشباب وهو شيخ:

  فجمعت له بنو كنانة إبلا عظيمة فدفعوها إليه، ثم قالوا له: إن رأيت أن ترينا بعض ما بقي من إحضارك⁣(⁣٤).

  قال: نعم، وأبغوني أربعين شابا، وأبغوني درعا ثقيلة، فأتوه بذلك، فلبس الدرع، وقال للشبان: الحقوا بي إن شئتم. وعد، فلاث العدو / لوثا، وعدوا جنبته⁣(⁣٥) فلم يلحقوه إلا قليلا، ثم غاب عنهم وكرّ حتى عاد إلى الحي هو وحده يحضر والدرع في عنقه تضرب⁣(⁣٦) كأنها خرقة من شدة إحضاره.

  أخبر⁣(⁣٧) به هاشم بن محمد الخزاعي عن عبد الرحمن بن أخي الأصمعي، عن عمه فذكر فيه نحو ما تقدم⁣(⁣٧).

  خبر مقتله:

  وقال السكريّ في خبر مقتله: إنه لقي رجلا من خثعم في أرض يقال لها: فخة، بين أرض عقيل وسعد تميم، وكان يقال للرجل: مالك بن عمير بن أبي ذراع بن جشم بن عوف، فأخذه ومعه امرأة له من خفاجة يقال لها:


(١) كذا بالنسخ، والبيت في «الاشتقاق» (٣٥٧) وفيه: «العوار».

(٢) في ف: أخاها.

(٣) كذا في ب، ج، س. وأصل الرضخ: إعطاء ما ليس بكثير. والمراد أنه أطلقه لهم، ومن به عليهم. وفي أ، م: «فصرخت».

(٤) الإحضار: العدو.

(٥) وفي ف، م: «في جنبتيه».

(٦) م، هد: «تضطرب».

(٧ - ٧) زيادة من هد، ف.