كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار السليك بن السلكة ونسبه

صفحة 473 - الجزء 20

  فدخلت فإذا بين يديه امرأة مكشوفة الرأس تلاعبه بالنّرد، فرجعت عجلا، فصاح بي: ادخل، فدخلت، فإذا بين أيديهما نبيذ يشربان منه، فقال: خذ عودا وغنّ لنا، ففعلت، ثم غنيت في وسط غنائي:

  من الخفرات لم تفضح أباها ... ولم ترفع لإخوتها شنارا

  فوثبت من بين يديه، وغطَّت رأسها، وقالت: إني أشهد اللَّه أني تائبة إليه، ولا أفضح أبي ولا أرفع لإخوتي شنارا.

  ففتر عليّ بن هشام ولم ينطق وخرجت من حضرته، فقال لي: ويلك، من أين صبّك اللَّه عليّ؟ هذه مغنية بغداد، وأنا في طلبها منذ سنة لم أقدر عليها إلَّا اليوم، فجئتني بهذا الصوت حتى هربت. فقلت: واللَّه ما اعتمدت مساءتك، ولكنه شيء خطر على غير تعمد.

  صوت

  أمسلم إني يا بن كلّ خليفة ... ويا جبل الدنيا ويا ملك الأرض

  / شكرتك إن الشكر حظ من التقى ... وما كلّ من أوليته نعمة يقضي

  الشعر لأبي نخيلة الحماني، والغناء لابن سريج، ثقيل بالوسطى عن يحيى المكي.