أخبار أبي نخيلة ونسبه
٢٨ - أخبار أبي نخيلة ونسبه
  اسمه وكنيته ونسبه:
  أبو نخيلة اسمه لا كنيته، ويكنى أبا الجنيد، ذكر الأصمعي ذلك وأبو عمرو الشيباني وابن حبيب، لا يعرف له اسم(١) غيره، وله كنيتان: أبو الجنيد وأبو العرماس، وهو ابن حزن(٢) بن زائدة بن لقيط بن هرم بن يثربيّ، وقيل: بن أثربي بن ظالم بن مجاسر بن حمّاد بن عبد العزى بن كعب بن لؤي بن سعد بن زيد مناة بن تميم.
  نفاه أبوه عن نفسه لعقوقه:
  وكان عاقا بأبيه، فنفاه أبوه عن نفسه، فخرج إلى الشام وأقام هناك إلى أن مات أبوه، ثم عاد ويبقي مشكوكا في نسبه، مطعونا عليه. وكان الأغلب عليه الرجز، وله قصيد ليس بالكبير(٣).
  مسلمة بن عبد الملك يصطنعه:
  ولما خرج إلى الشأم اتصل بمسلمة بن عبد الملك، فاصطنعه وأحسن إليه وأوصله إلى الخلفاء واحدا بعد واحد، واستماحهم له فأغنوه، وكان بعد ذلك قليل الوفاء لهم. انقطع إلى بني هاشم، ولقّب نفسه شاعر بني هاشم، فمدح الخلفاء من بني العباس، وهجا بني أمية فأكثر.
  يغري المنصور بعيسى بن موسى فيبعث من يقتله:
  وكان طمعه(٤)، فحمله ذلك على أن قال في المنصور أرجوزة يغريه فيها بخلع عيسى بن موسى وبعقد العهد لابنه محمد المهدي، فوصله المنصور بألفي درهم، وأمره أن ينشدها بحضرة عيسى بن موسى ففعل. فطلبه عيسى فهرب منه؛ وبعث في طلبه مولى له، فأدركه في طريق خراسان، فذبحه وسلخ جلده(٥).
  سأل فمطل فهجا ثم أجيب فمدح:
  أخبرني هاشم الخزاعي عن عبد الرحمن ابن أخي الأصمعيّ عن عمه قال:
  رأي أبو نخيلة على شبيب حلة(٦) فأعجبته، فسأله إياها، فوعده ومطله، فقال فيه:
  يا قوم لا تسوّدوا شبيبا ... الخائن(٧) ابن الخائن الكذوبا
  هل تلد الذّيبة إلا الذيبا؟
(١) في الشعراء: اسمه يعمر.
(٢) ب، س: «عدن».
(٣) في أ، م: «بالكثير».
(٤) في أ، ج، ف، م: «طامعا نطفا»، أي مريبا ملطخا بعيب.
(٥) في هد، ف: «وسلخ وجهه».
(٦) كذا في ب، س. وفي أ، ف، م: «جبة».
(٧) في أ، ج، ف، م: «الملذان الخائن الكذوبا». والملذان، بالتحريك: المتصنع الَّذي لا تصح مودته.