كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار أبي نخيلة ونسبه

صفحة 475 - الجزء 20

  قال: فبلغه ذلك، فبعث إليه بها فقال:

  إذا غدت سعد على شبيبها ... على فتاها وعلى خطيبها

  من مطلع الشمس إلى مغيبها ... عجبت من كثرتها وطيبها

  لا يهجو خالد بن صفوان خشية لسانه:

  حدّثني حبيب بن نصر المهلَّبيّ عن عمر بن شبّة، قال: حدّثني الرّعل بن الخطاب قال:

  بني أبو نخيلة داره، فمرّ به خالد بن صفوان⁣(⁣١) وكان بينهما مداعبة قديمة، ومودة وكيدة، فوقف عليه⁣(⁣١).

  فقال أبو نخيلة: يا بن صفوان، كيف ترى داري؟ قال: رأيتك سألت فيها إلحافا، وأنفقت ما جمعت إسرافا.

  جعلت إحدى يديك سطحا، وملأت الأخرى سلحا، فقلت: من وضع في سطحي وإلا ملأته بسلحي، ثم ولَّى وتركه.

  فقيل له: ألا تهجوه؟ فقال: إذن واللَّه يركب بغلته، ويطوف في مجالس البصرة، ويصف أبنيتي⁣(⁣٢) بما يعيبها.

  وما عسى أن يضرّ الإنسان صفة أبنيته بما يعيبها سنة ثم لا يعيد فيها كلمة.

  تأديب في البادية حتى شعر:

  أخبرني الحسن بن علي الخفّاف عن ابن مهرويه عن أبي مسلم المستملي عن الحرمازي عن يحيى بن نجيم قال:

  لما انتفى أبو نخيلة من أبيه خرج يطلب الرزق لنفسه، فتأدب / بالبادية حتى شعر⁣(⁣٣) وقال رجزا كثيرا وقصيدا صالحا وشهر بهما، وسار شعره في البدو والحضر، ورواه الناس.

  مدح مسلمة بن عبد الملك:

  ثم وفد إلى مسلمة بن عبد الملك⁣(⁣٤) فرفع منه، وأعطاه، وشفع له، وأوصله إلى الوليد بن عبد الملك⁣(⁣٤)، فمدحه، ولم يزل به حتى أغناه، قال يحيى بن نجيم: فحدّثني أبو نخيلة قال: وردت على مسلمة بن عبد الملك فمدحته، وقلت له:

  أمسلم إني يا بن كلّ خليفة ... ويا فارس الهيجا ويا جبل الأرض

  شكرتك إنّ الشكر حبل من التقى ... وما كل من أوليته⁣(⁣٥) نعمة يقضي

  وألقيت لما أن أتيتك زائرا ... عليّ لحافا سابغ الطول والعرض⁣(⁣٦)

  وأحييت لي ذكرى وما كان خاملا ... ولكنّ بعض الذكر أنبه من بعض

  يستنشده مسلمة فينتحل أرجوزة لرؤبة:

  قال: فقال لي مسلمة: ممن أنت؟ فقلت: من بني سعد. فقال: ما لكم يا بني سعد والقصيد وإنما حظكم في


(١) ١) زيادة في ف.

(٢) هد، م: «أرنبتي».

(٣) في أ، م: «استوى».

(٤ - ٤) زيادة في أ، ف، م.

(٥) في أ: أقرضته.

(٦) زيادة من ف، هد.