كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار أبي نخيلة ونسبه

صفحة 477 - الجزء 20

  إلى هشام وإلى مروان ... بيتان ما مثلهما بيتان

  كفّاك بالجود تباريان ... كما تبارى فرسا رهان

  مال عليّ حدث⁣(⁣١) الزمان ... وبيع ما يغلو من الغلمان

  بالثمن الوكس من الأثمان ... والمهر بعد المهر والحصان

  يمدح هشاما فيجيزه:

  قال: فأطال فيها وأكثر المسألة حتى ضجر هشام، وتبينت الكراهة في وجهه، ثم استأذنت فأذن لي، فأنشدته:

  لما أتتني بغية كالشّهد ... والعسل الممزوج بعد الرقد⁣(⁣٢)

  يا بردها لمشتف بالبرد ... رفعت⁣(⁣٣) من أطمار مستعدّ

  وقلت للعيس إعتلي وجدي ... فهي تخدّي⁣(⁣٤) أبرح⁣(⁣٥) التخدي

  / كم قد تعسّفت⁣(⁣٦) بها من نجد ... ومجرهدّ⁣(⁣٧) بعد مجرهدّ

  قد ادّرعن في مسير سمد⁣(⁣٨) ... ليلا كلون الطيلسان الجرد⁣(⁣٩)

  إلى أمير المؤمنين المجدي ... ربّ معدّ وسوى معدّ

  ممن دعا من أصيد وعبد⁣(⁣١٠) ... ذي المجد والتشريف بعد المجد

  في وجهه بدر بدا بالسّعد ... أنت الهمام القرم⁣(⁣١١) عند⁣(⁣١٢) الجد

  طوّقتها مجتمع الأشد ... فانهلّ لما قمت صوب الرعد

  قال: حتى أتيت عليها وهممت أن اسأله، ثم عزفت نفسي وقلت: قد استنصحت رجلا، وأخشى أن أخالفه فأخطئ، وحانت مني التفاتة فرأيت وجه هشام منطلقا. فلما فرغت أقبل على جلسائه فقال: الغلام السّعديّ أشعر من الشيخ العجلي، وخرجت. فلما كان بعد أيام أتتني جائزته، ثم دخلت عليه بعد ذلك، وقد مدحته بقصيدة فأنشدته إياها فألقى عليّ جبّة خز من جبابه مبطنة بسمّور، ثم دخلت عليه يوما آخر، فكساني


(١) كذا في أ، م. وفي ب، س: «حدب»، تحريف.

(٢) الرقد: الرقاد.

(٣) في ب، س: «رعت من الجمال مسمغد» تحريف، والمسمغد: الممتلئ غضبا.

(٤) تخدى: تسرع، وتزج بقوائمها.

(٥) كذا في ب، س، وفي ف و «خزانة الأدب»: «أحسن».

(٦) في ف: «تعسفن بنا».

(٧) مجرهد: مكان لا نبات فيه.

(٨) سمد: مستمر في السير.

(٩) الجرد: الخلق.

(١٠) كذا في أ، ف، م. وفي ب، س: «نجد»، والنجد: صاحب النجدة.

(١١) القرم: السيد، وأصله الفحل المكرم لا يركب ولا يرحل.

(١٢) في ب، س: «عقد» تحريف.