كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار أمية بن الأسكر ونسبه

صفحة 17 - الجزء 21

  /

  أميّ يا بن الأسكر بن مدلج ... لا تجعلن⁣(⁣١) هوازنا كمذحج

  إنك إن تلهج بأمر تلجج⁣(⁣٢) ... ما النّبع في مغرسه كالعوسج ... ولا الصّريح المحض كالممزّج

  وقال مرّة بن دودان العقيلي، وكان عدوّا لعامر بن الطفيل:

  يا ليت شعري عنك يا يزيد ... ما ذا الذي من عامر تريد؟

  لكلّ قوم فخرهم عتيد ... أمطلقون نحن أم عبيد؟ ... / لا بل عبيد زادنا الهبيد⁣(⁣٣)

  فزوّج أمية يزيد⁣(⁣٤) فقال يزيد في ذلك:

  يا للرجال لطارق الأحزان ... ولعامر بن طفيل الوسنان

  كانت إتاوة قومه لمحرّق⁣(⁣٥) ... زمنا وصارت بعد للنعمان

  عدّ⁣(⁣٦) الفوارس من هوازن كلَّها ... كثفا⁣(⁣٧) عليّ وجئت بالديان

  فإذا لي الفضل المبين بوالد ... ضخم الدّسيعة⁣(⁣٨) أزأنيّ⁣(⁣٩) ويمان

  يا عام إنك فارس متهوّر ... غضّ الشباب أخوندى وقيان

  / واعلم بأنك يا بن فارس قرزل ... دون الذي تسمو له وتدانى

  ليست فوارس عامر بمقرّة ... لك بالفضيلة في بني عيلان

  فإذا لقيت بني الخميس ومالكا ... وبني الضّباب وحيّ آل قنان

  فاسأل من المرء المنوّه باسمه ... والدافع الأعداء عن نجران؟

  يعطى المقادة في فوارس قومه ... كرما لعمرك والكريم يمان⁣(⁣١٠)

  فقال عامر بن الطفيل مجيبا له:

  يا للرجال لطارق الأحزان ... ولما يجيء به بنو الدّيان

  فخروا عليّ بحبوة لمحرّق ... وإتاوة سلفت من النعمان


(١) في ب، س: «لا تخلن» تحريف.

(٢) في ف: «تلهج».

(٣) الهبيد: الحنظل.

(٤) في ف: «يزيد بن عبد المدان ابنته».

(٥) ممن يلقبون بالمحرق: عمرو بن هند، والحارث بن عمرو.

(٦) في ب، س: «غدت».

(٧) الكثف: الكثرة والالتفاف.

(٨) الدسيعة: الجفنة والمائدة الكريمة.

(٩) أزأنيّ: لغة في يزني، نسبة إلى يزن، بطن من حمير، ووادلهم: حماه أحد ملوكهم، فسمي بذي يزن. وفي ف: «زانني ونماني».

(١٠) في ب، س: «معان».