كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار الأغلب ونسبه

صفحة 23 - الجزء 21

٤ - أخبار الأغلب ونسبه

  نسبه

  : هو - فيما ذكر ابن قتيبة - الأغلب بن جشم بن سعد بن عجل بن لجيم بن صعب بن عليّ بن بكر بن وائل.

  إسلامه واستشهاده

  : وهو أحد المعمّرين، عمّر في الجاهلية عمرا طويلا، وأدرك الإسلام فأسلم، وحسن إسلامه وهاجر، ثم كان فيمن توجّه إلى الكوفة مع سعد بن أبي وقّاص، فنزلها، واستشهد في وقعة بنهاوند⁣(⁣١)، فقبره هناك في قبور الشهداء.

  هو أول من رجز الأراجيز الطوال

  : ويقال: إنه أوّل من رجّز الأرايجز الطَّوال من العرب، وإياه عنى الحجاج بقوله مفتخرا:

  إني أنا الأغلب أمسى قد نشد⁣(⁣٢)

  قال ابن حبيب: كانت العرب تقول الرجز في الحرب والحداء والمفاخرة وما جرى هذا المجرى، فتأتي منه بأبيات يسيرة، فكان الأغلب أول من قصّد الرجز، ثم سلك الناس بعده طريقته.

  كانت له سرحة يصعد عليها ويرتجز

  : أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحيّ أبو خليفة في كتابه إلينا، قال: أخبرنا محمد بن سلَّام، قال: حدثنا الأصمعيّ.

  وأخبرنا أحمد بن محمد أبو الحسن الأسديّ قال حدثنا الرياشيّ، قال حدثنا معمر بن عبد الوارث عن أبي عمرو بن العلاء، قال:

  كانت للأغلب سرحة⁣(⁣٣) يصعد عليها، ثم يرتجز:

  قد عرفتني سرحتي فأطَّت⁣(⁣٤) ... وقد شمطت بعدها واشمطَّت

  فاعترضه رجل من بني سعد، ثم أحد بني الحارث بن عمرو بن كعب بن سعد، فقال له:

  /

  قبحت من سالفة⁣(⁣٥) ومن قفا ... عبد إذا ما رسب القوم طفا


(١) نهاوند: من بلاد الجبل. جنوبي همذان.

(٢) في ف: «نثر».

(٣) السرحية: كل شجرة لا شوك فيها.

(٤) أطت: صوتت.

(٥) أصل السالفة: مقدم عنق الفرس. والمراد ذمه بقبح وجهه وقفاه.