كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

الأحوص وبعض أخباره

صفحة 70 - الجزء 21

  إنّ امرأ قد نال منك قرابة ... يبغي منافع غيرها لمضلَّل

  تعفوا إذا جهلوا بحلمك عنهم ... وتنيل إن طلبوا النّوال فتجزل

  وتكون معقلهم إذا لم ينجهم ... من شرّ ما يخشون إلَّا المعقل⁣(⁣١)

  حتى كأنك يتّقى بك دونهم ... من أسد بيشة خادر متبسّل⁣(⁣٢)

  / وأراك تفعل ما تقول وبعضهم ... مذق⁣(⁣٣) الحديث يقول ما لا يفعل

  وأرى المدينة حين صرت أميرها ... أمن البريء بها ونام الأعزل

  فقال عمر: ما أراك أعفيتني مما استعفيت منه، قال: لأنه مدح عمر وعرّض بأخيه أبي بكر.

  نسبة ما مضى في هذه الأخبار من الأغاني

  صوت

  مالي⁣(⁣٤) أحنّ إذا جمالك قرّبت ... وأصدّ عنك وأنت منّي أقرب؟

  وأرى البلاد إذا حللت بغيرها ... وحشا وإن كانت تظلّ وتخصب

  / يا بيت خنساء الذي أتجنّب ... ذهب الشباب وحبّها لا يذهب

  تبكي الحمامة شجوها فتهيجني ... ويروح عازب همّي المتأوّب

  الشعر لسليمان بن أبي دباكل، والغناء لمعبد خفيف ثقيل أول بالبنصر، عن عمرو.

  وقال ابن المكَّي: فيه خفيف ثقيل آخر لابن محرز، وأوله:

  تبكي الحمامة شجوها فتهيجني

  من هي عاتكة؟

  أخبرني الحسين بن يحيى قال: قال حماد: قرأت على أبي، وقال محمد بن كناسة: حدثني أبو دكين بن زكريا بن محمد بن عمار بن ياسر: قال: رأيت عاتكة التي يقول فيها الأحوص:

  يا بيت عاتكة الذي أتعزل

  وهي عجوز كبيرة وقد جعلت بين عينيها هلالا من نيلج⁣(⁣٥) تتملَّح به.

  أخبرني الحرميّ عن الزبير، عن محمد بن محمد العمريّ: قال:

  عاتكة التي يشبّب بها الأحوص عاتكة بنت عبد اللَّه بن يزيد بن معاوية.


(١) مو:

«من شر ما يخشى ونعم المعقل»

(٢) بيشة: مكان اشتهر بأسده، الخادر: الذي لزم عرينه، متبسل: عابس غضبا، أو شجاعة.

(٣) مذق الحديث: مخلوطة غير خالصة، وأصله من مذق اللَّبن: خلطه بالماء.

(٤) ف: «إني أحنّ».

(٥) النيلج: «دخان الشحم يعالج به الوشم ليخضر.