أخبار تأبط شرا ونسبه
  - عامر بن مالك أبو براء ملاعب الأسنّة، وعامر بن الطَّفيل، وابن قوقل: مالك بن ثعلبة أحد بني عوف بن الخزرج -.
  ولا بالشّليل(١) ربّ مروان قاعدا ... بأحسن عيش والنّفاثيّ نوفل
  / - ربّ مروان: جرير بن عبد اللَّه البجلي. ونوفل بن معاوية بن عروة بن صخر بن يعمر أحد بني الدّيل بن بكر -.
  ولا ابن وهيب كاسب الحمد والعلا ... ولا ابن ضبيع وسط آل المخبّل
  ولا ابن حليس قاعدا في لقاحه(٢) ... ولا ابن جريّ وسط آل المغفّل
  ولا ابن رياح بالزّليفات داره ... رياح بن سعد لا رياح بن معقل
  أولئك أعطى للولائد خلفة ... وأدعى إلى شحم السّديف المرعبل(٣)
  يتخذ من العسل مزلقا على الجبل فينجو من موت محقق
  : / وقال أيضا في هذه الرواية: كان تأبّط شرّا يشتار عسلا في غار من بلاد هذيل، يأتيه كل عام، وأنّ هذيلا ذكرته، فرصدوه لإبّان ذلك، حتى إذا جاء هو وأصحابه تدلىّ، فدخل الغار، وقد أغاروا عليهم فأنفروهم، فسبقوهم ووقفوا على الغار، فحركوا الحبل، فأطلع تأبّط شرا رأسه، فقالوا: أصعد، فقال: ألا أراكم، قالوا: بلى قد رأيتنا.
  فقال: فعلام أصعد، أعلى الطَّلاقة أم الفداء؟ قالوا: لا شرط لك، قال: فأراكم قاتليّ وآكلي جناي، لا واللَّه لا أفعل، قال: وكان قبل ذلك نقب في الغار نقبا أعدّه للهرب، فجعل يسيل العسل من الغار ويهريقه، ثم عمد إلى الزّق فشده على صدره ثم لصق بالعسل فلم يبرح ينزلق عليه حتى خرج سليما وفاتهم، وبين موضعه الذي وقع فيه وبين القوم مسيرة ثلاث، فقال تأبط شرّا في ذلك:
  أقول للحيان وقد صفرت لهم ... وطابي ويومي ضيّق الحجر معور(٤)
  هما خطَّتا إما إسار ومنّة ... وإما دم والقتل بالحرّ أجدر(٥)
  / وأخرى أصادي النّفس عنها وإنها ... لمورد حزم إن ظفرت ومصدر(٦)
  فرشت لها صدري فزلّ عن الصّفا ... به جؤجؤ صلب ومتن مخصّر(٧)
(١) ف، هد: ولا «بالسليك». وفي مو: «بالسليل».
(٢) اللقاح: النوق الحوامل، يكنى بذلك عن غناه وميسرتة.
(٣) أعطى، أدعى: أفعلا تفضيل. والسديف: لحم السنام. والمرعبل: المقطع.
(٤) صفرت: خلت. والوطاب جمع وطب؛ وهو سقاء يتخذ من الجلد. ومعور أي بين العور والمراد أنه يوم عصيب. والحجر:
الناحية، ولعلها تصحيف الجحر.
(٥) خطتا مضاف والجملة بعده مضاف إليه، وقد اختلفت الأصول في رواية هذا البيت وأنسبها ما أثبتناه نقلا عن هد، مو. وفي «المختار» «إما إسار وفدية».
(٦)
«أصادي النفس عنها»
أي أحدثها بها، والمراد بالخطة الأخرى، خطة الانزلاق التي نجا بها، وفي «المختار»: «إن فعلت» بدل «إن ظفرت».
(٧) ف، هد: «عبل» بدل «صلب»، وزل: انزلق، والصفا: الصخر، والجؤجؤ: عظام الصدر. ومتن مخصر: ظهر نحيل الخصر. وفي «المختار»:
«به جؤجؤ عبل»