كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار ابن دارة ونسبه

صفحة 152 - الجزء 21

  يقولون: إزل حبّ جمل وقربها ... وقد كذبوا ما في المودة من إزل⁣(⁣١)

  إذا شطحت عنّي وجدت حرارة ... على كبدي كادت بها كمدا تغلي⁣(⁣٢)

  ولم أر محزونين أجمل لوعة ... على نائبات الدهر منّي ومن جمل

  كلانا يذود النفس وهي حزينة ... ويضمر وجدا كالنوافذ بالنبل⁣(⁣٣)

  وإني لمبلي اليأس من حبّ غيرها ... فأمّا على جمل فإني لا أبلي⁣(⁣٤)

  وإنّ شفاء النفس لو تسعف المنى ... ذوات الثنايا الغرّ والحدق النّجل

  أولئك إن يمنعن فالمنع شيمة ... لهنّ وإن يعطين يحمدن بالبذل

  سأمسك بالوصل الذي كان بيننا ... وهل ترك الواشون والنأي من وصل⁣(⁣٥)

  ألا سقّياني قهوة فارسية ... من الأوّل المختوم ليست من الفضل⁣(⁣٦)

  / تنسّي ذوي الأحكام واللبّ حلمهم ... إذا أزبدت في دنّها زبد الفحل⁣(⁣٧)

  ويا راكبا إمّا عرضت فبلَّغن ... على نأيهم مني القبائل من عكل

  بأنّ الذي أمست تجمجم فقعس ... إسار بلا أسر وقتل بلا قتل⁣(⁣٨)

  وكيف تنام الليل عكل ولم تنل ... رضى قود بالسمهريّ ولا عقل؟⁣(⁣٩)

  فلا صلح حتى تنحط الخيل في القنا ... وتوقد نار الحرب بالحطب الجزل⁣(⁣١٠)

  وجرد تعادي بالكماة كأنها ... تلاحظ من غيظ بأعينها القبل⁣(⁣١١)

  عليها رجال جالدوا يوم منعج ... ذوي التاج ضرّبوا الملوك على الوهل⁣(⁣١٢)

  بضرب يزيل الهام عن مستقرّه ... وطعن كأفواه المفرّجة الهدل⁣(⁣١٣)


(١) ف:

«يقولون إزل حب جمل وتربها»

(٢) ف، هد:

«كادت بها كبدي تغلي»

(٣) كالنوافذ: كالسهام النوافذ.

(٤) إبلاء اليأس من الحب معناه الرجاء، فكأنه يقول: لا أمل في وصل جمل، أما وصل غيرها فمدرك سهل المنال.

(٥) سأمسك بالوصل: سأذكر أيام الوصل، وأعيش على ذكراها، وإن كان الواشون والنأي عفيا على هذه الأيام.

(٦) من الأول المختوم: يعني الدن الأول المعتق.

(٧) زبد الفحل: يريد ما يخرج من فم الفحل من الإبل من اللغام.

(٨) الجمجمة: إخفاء ما في النفس، أو الإهلاك، يريد أن فعل قبيلة فقعس بالسمهري حليفه إسار بلا موجب للإسار، وقتل بلا موجب للقتل، أي اعتداء صارخ.

(٩) عكل: قبيلته التي يستصرخها، والعقل: الدية.

(١٠) نحطت الخيل: زفرت وصاتت من الإعياء.

(١١) وجرد: وخيل جرد بالعطف على حطب، والحصان الأجرد: القصير الشعر، تعادى: أصله تتعادى بمعنى تعدو، بأعينها القبل:

التي فيها قبل، والقبل - بفتح القاف والباء - هو الحول.

(١٢) يوم منعج: يوم من أيامهم، وفي ف: «يوم شفج». الوهل. الفزع، يريد أن ركاب هذه الخيل مجربون خاضوا حرب منعج ضد الملوك فأفزعوهم.

(١٣) المفرجة الهدل: القرب المخرقة التي تهدلت شفاهها، أي استرخت، وذلك كناية عن سعة مواضع الطعن.